علي البخيتي

علي البخيتي

تابعنى على

كواليس الخلاف بين "غريفيث" و"كاميرت"

Friday 25 January 2019 الساعة 08:46 am

الجنرال باتريك كاميرت قدم استقالته فعلاً لكن طُلب منه كتمان الأمر حتى لا يؤثر على عمل مكتب المبعوث الدولي؛ واستقالته أتت لسببين: الأول، امتعاضه من مماطلة الحوثيين. الثاني، خلافاته مع المبعوث غريفيث؛ والسبب الثاني هو الأهم.
وفي تغريداتي التالية سأكشف تفاصيل الخلاف بينهما.

سبب الخلاف بين غريفيث ورئيس فريق التفتيش باتريك كاميرت أن المبعوث يريد السيطرة على باتريك ويساهم بصياغة ما يُرفع من تقاريره لمجلس الأمن، والأخير يعتبر نفسه أعلى درجة وظيفية من غريفيث؛ وقرار مجلس الأمن الصادر بعد مشاورات السويد نص على أن يرفع تقاريره للأمين العام مباشرة.

تمكن غريفيث من توجيه ضربة تحت الحزام لـباتريك كاميرت بعد أن أقنع الأمين العام و مجلس الأمن بأن يرفع باتريك تقاريره إليه أولاً، وهذا ما تضمنه قرار مجلس الأمن الأخير مناقضاً لما بالقرار السابق؛ وتم ترضية باتريك بترقيته؛ ومع ذلك لم يرتح الجنرال لما اعتبره مؤامرة من غريفيث عليه.

التقرير الأول لباتريك كاميرت (تقرير سري للأمين العام لم ينشر) لم يعجب غريفيث؛ لوجود عبارات لوم لـ الحوثيين (قال إن ما عملوه في الحديدة مسرحية وأنه تم خداعه ليحضر ما اعتبروه تسليما للميناء)، غضب المبعوث واعتبر أن هذا التقرير لو تسرب سيؤثر على مهمته ويحرجه مع عبدالملك الحوثي.

يريد غريفيث السيطرة على باتريك كاميرت وفريقه؛ كما يريد أن لا تُغضب تقاريره أيا من أطراف النزاع؛ بمعنى أن تكون مسيسة؛ بينما يرفض باتريك كاميرت ذلك ويعتبر أنه عسكري محترف ومهمته تقنية وليست سياسية، ويفضل أن يرفع تقاريره للأمين العام مباشرة ولا يشعر بأي ارتياح للتعامل مع المبعوث.

ما يدور حالياً في كواليس الأمم المتحدة هو التالي: تم إقناع باتريك كاميرت بعدم إعلان استقالته؛ وما سيُعلن في وقت لاحق هو أن مهمته المزمنة انتهت.
ويعمل غريفيث على تعيين بديل له يكون أكثر مرونة وأقل درجة وظيفية ليسهل التحكم به وبتقاريره حتى تبقى علاقة المبعوث جيدة مع الحوثيين.

المطلوب الآن مبعوث خاص جديد لإيجاد تسوية بين المبعوث الدولي البريطاني مارتن غريفيث ورئيس فريق التفتيش الدولي في الحديدة الهولندي الجنرال باتريك كاميرت؛ وأقترح أن يكون الوسيط هو عبدالملك الحوثي؛ باعتباره مبعوث أرحم الرحمين وولي الله بحسب ما يؤمن به الحوثيون.

* جمعها (نيوزيمن) من تغريدات الكاتب علی حسابه في (تويتر)