سمير الصنعاني

سمير الصنعاني

حتى النشيد الوطني لم يسلم من عبث الكهنوتيين!!

Tuesday 12 February 2019 الساعة 04:02 pm

(رددي أيتها الدنيا نشيدي، ردديه وأعيدي وأعيدي،
واذكري في فرحتي كل شهيد وامنحيه حللاً من ضوء عيدي).

جميعنا يعرف أن تلك هي الفقرة الأولى من النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، والذي نردده بشكل يومي في المدارس وفي الفعاليات الرسمية.

تخيلوا أن هذه الفقرة تحولت لدى مليشيات الحوثي إلى مقدمة لأحد زواملهم الخاصة بما يسمونه الشهداء، حيث استخدموها هكذا (كلمات) في مقدمة لزامل تردده هذه الأيام إذاعاتهم وبشكل مقزز.

ولم يكتف المليشاويون الحوثيون بسرقة كلمات النشيد الوطني واستخدامها بطريقة عبثية في زواملهم التهريجية التي تتحدث عن قتال العالم كله، وإنما عمدوا إلى تشويه اللحن أيضاً الخاص بالنشيد الوطني، وكان الموضوع موضوع تعمد ارتكاب الفعل الجرمي عن سبق إصرار وترصد.

إن عبث المليشيات الحوثية بالنشيد الوطني ورمزيته لا يختلف عن عبثها بكل شيء منذ احتلالها وسيطرتها على العاصمة صنعاء فالحوثيون يرتكبون كل يوم آلاف الانتهاكات لحقوق الإنسان، ويمارسون آلاف المخالفات بحق الدستور والقوانين، وينفذون أكبر عملية تدمير لكل شيء له علاقة بالدولة والنظام الجمهوري، ويتعمدون فعل ذلك مع سبق إصرار وترصد، وكأنهم يمارسون عملية انتقام ممنهجة بحق كل مكتسبات الثورة اليمنية ونظامها الجمهوري الذي يرون أنه سلبهم وانتزع منهم ما يزعمونه من ادعاءات وأباطيل عن الحق الإلهي.

وعموماً، فإن تجريف وتحريف واستخدام المليشيات الحوثية لفقرة كاملة من النشيد الوطني بتلك الطريقة العبيثة والمليشاوية وبقدر ما هو سرقة فكرية كتلك السرقات التي يقومون بها لكل ما له علاقة بحقوق اليمنيين والناس، فإنه جريمة أيضاً ثقافية هدفها حرف وتجريف وعي المجتمع وثقافته وقيمه ومبادئه، خصوصاً تلك المتعلقة بالجانب الثوري السبتمبري الوطني الذي لا يرى فيه المليشاويون الحوثيون سوى مفاهيم وأطر وقيم ومبادئ كانت وستظل تتعارض وتعارض وتواجه فكرهم العفن وثقافتهم المريضة وممارستهم الإجرامية التي ينفذونها بحق الشعب والوطن، ومهما تأخر إفلاتهم من العقاب على هذه الجرائم، لكنه سيأتي ذات يوم وستكون جريمة العبث بالنشيد الوطني وملشنته بتلك الطريقة المثيرة للاشمئزاز إحدى الجرائم التي سيحاكمون عليها.