محمد أنعم

محمد أنعم

تابعنى على

‏الحديدة.. وكارثة (تيتانيك) 

Sunday 17 February 2019 الساعة 06:20 pm

 تستحضر ذاكرتك عند زيارتك للساحل الغربي، دائما الصور الفظيعة لأهوال الحرب العالمية الثانية.. حال الناس.. رجالا، أطفالا، نساء، يفطر القلب.. دمر الحوثة حياة أبناء تهامة بوحشية.. ومن كتبت له النجاة دفع جزءا من جسده أو عزيز من أقاربه..  أهذه تهامة.. لا تصدق عينيك ...! لكن لا تنسى أن الحوثي مر من هنا!!
كل شيئ أمامك أصبح مجرد أنقاض.. الدمار والحرائق في البر والبحر.. مزارع النخيل المحروقة، توجع القلب، لا تستطيع أن تتحمل المشاهد، فتهرب بنظرك للضفة الأخرى فترى قوارب الصيادين وأكواخ التهاميين تحولت إلى رماد.. وهكذ؛ تشعر أنك تدور داخل محرقة مرعبة تشبه محارق النازية.. كل شيئ في الحديدة دمر، ولم يعد للناس من أمل إلا على حراس الجمهورية وأبطال العمالقة والمقاومة التهامية..يثقون بأنهم لن يتخلوا عنهم....
كم هي (إنسانية) مجلس الأمن قبيحة، وأنت تشاهد أهلك يقتلون بوحشية ليل نهار، بالقصف.. بالتجويع.. بالألغام.. بالمتفجرات بالحرمان من الغذاء والدواء.. وأصحاب ربطات العنق الأنيقة يتحدثون عن الحل السلمي واتفاق السويد، ولا يتحركون لوقف الحوثة عن ممارسة الموت العبثي في الحديدة.

لقد سقط أكثر من  600 شهيد وجريح من المدنيين  منذ إعلان وقف إطلاق النار في 18 ديسمبر.. فعن أي سلام وحل سلمي يتحدث هؤلاء ..؟؟ 

إن الأرقام التي يعلنها التحالف عن خروقات وقف إطلاق النار ومثلهم ما يزعمه الحوثة.. هذه الأرقام تؤكد أن الحرب في الحديدة طاحنة ، بينما نجد المبعوث الدولي يضلل المجتمع الدولي ويزعم في احاطاته عن تقدم في اتفاق السويد .. 
لقد حان الوقت لوقف هذه المهزلة.. فإما سلام وسلام.. أو الحسم العسكري.. ويجب قول الحقيقة للجميع ليعرفوا أن اتفاق السويد وقرارات مجلس الأمن الدولي وصل إلى طريق مسدود، ولم
تستطيع حماية رئيس فريق المراقبين الدوليين من التحرك داخل مدينة الحديدة.. فكيف بحال مئات الآلاف من المدنيين المختطفين لدى عصابة الحوثة.؟ ..كما لم يستطع المبعوث الدولي وبعد كل رحلاته  المكوكية إلى صنعاء اقناع الحوثة بالسماح للموظفين الدوليين  بالمرور إلى مطاحن البحر الأحمر ، ولا نتحدث هنا عن استحقاقات سلام شامل ، أو عن دورهم المفترض أن يقوموا به في حماية المدنيين، وإطلاق سراح  المختطفين  من أبناء الحديدة والمخفيين في سجون المليشيات المحتلة للمدينة ..؟!!

صراحة ليس هناك جدية لإيجاد حل سلمي وتنفيذ اتفاق الحديدة، طالما والمبعوث الدولي اهتم  بنقل لجنة تنسيق إعادة الانتشار وفريق المراقبين إلى ظهر سفينة (أبو اللو) وترك الحديدة وأهلها يواجهون نفس نهاية الرحلة المأساوية للسفينة تيتانيك..الاتفاق وجد لإنقاذ حياة المدنيين ، لكن السيد جريفيث  يبدو أنه يفكر بنفس عقلية ربان السفينة تيتانيك، يريد أن يتحرك في مهمته ولايهتم إن غرق الجميع ، فهو لا يكترث بموت أبناء الحديدة، بدليل أنه ما يزال يوهم الجميع  
إن الشاطئ قريبا جدا.. بينما أسلحة الحوثة تحصد أرواح الأبرياء كل ساعة.. كان قبطان السفينة تيتانيك يتباكى ويصر على منح قوارب النجاة فقط للأطفال والنساء وهم (الأضعف) ليواجهوا الموت في وسط المحيط، أما السيد جريفيث فهو لا يرحم حتى أطفال ونساء الحديدة.. بل يصافح أيادي القتلة، في الوقت الذي يفترض أن يواسي أبناء تهامة الذين يتعرضون لحرب إبادة حقيقية..

 على المقاومة المشتركة في الحديدة أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية والدينية والتاريخية، وتوقف المهزلة وتعمل على حماية دماء وأرواح أهلنا في الحديدة، فهذه معركتنا وإذا أراد المجتمع الدولي أن يظل يقف في كراسي المشاهدين، فذلك شأنهم.. 

اليمنيون لم يجتمعوا في الساحل الغربي إلا من أجل تحرير الحديدة وأهلنا من عصابة الحوثي ، فهذه معركتنا وشعبنا قادر أن حسمها ..بعيدا عن من يريد  أن يحول اتفاق السويد إلى تيتانيك في الحديدة ..!َّ!