جلال محمد

جلال محمد

إيران تتوعّد !

Tuesday 19 February 2019 الساعة 07:16 pm

لا بأس، كما يقال الصياح على قدر الألم، ولعل ما حدث من استهداف خلال الثلاثة الأشهر الماضية أثبت بالدليل هشاشة القبضة الأمنية، وأثبت أيضا قابلية وتقبل الشعب الإيراني وتعاونه مع كل من سيكسر يد النظام الطولى من الحرس الثوري.

 ولو لم يكن هناك تعاون وتساهل من الشعب وبعض الجنود الذين ضاقوا ذرعاً من نظام الولي الفقيه لما كان بمقدور من قام بتنفيذ مثل هكذا إستهدافات أن يقوم بها.

بعد حادث تفجير "شاهدان" الذي استهدف الحرس الخميني "الثوري" اتهمت إيران الاستخبارات في السعودية، والإمارات، وباكستان، بتدبير الإنفجار، كهروب معتاد من تحمل المسؤولية و الإعتراف بأنها بدأت تذوق السم الذي جرعته لشعوب المنطقة، بل ونتيجة طبيعية للفاشية والديكتاتورية التي يتعامل بها نظام الملالي الطائفي مع معارضية والأقليات من ظلم وبطش وقهر.

 لذا نرى دوماً توزيع التهم ورميها خارج الجغرافيا الإيرانية و تصوير الأمر كأن إيران بلد مستهدف من جيرانه، بينما هو في الحقيقة معتد و مخرب و معاد لكل من حوله.

وبالتأكيد نحن لا نؤيد استهداف مدنيين أبرياء ونأسف لسقوطهم، فتلك قيمنا وأخلاقنا، ولكن في الوقت عينه أتمنى صحة (استهداف العمق الإيراني) ، وهذا الدور الأمني والنجاح الحقيقي للاستخبارات العربية التي تريد إيران بها الشر، دور نتمنى أن نراه واقعاً ضد نظام الملالي، ليتجرع من الكأس نفسه الذي يسقي العرب منه.

 و ليكن دور المخابرات متعاونا ومدرباً وممولاً ومسانداً لكل حركة تحررية مسلحة ضد النظام في طهران، وليس الانشغال بكتابة التقارير عن مقالٍ هنا وتغريدة هناك.

يجب إشغال إيران في نفسها وفي عقر دارها حتى لا تتبجّح بالسيطرة على أربع عواصم عربية.

إيران تستغل الشيعة العرب وهي تبكي نارها المقدسة ولا تبكي شهيد كربلاء.
عبثت بالعراق حتى جعلت كثيراً من شيعته يبكون عهد صدام.

لدى إيران أزماتها السياسية والاقتصادية وهي عبارة عن أعراق متعددة لا يشكل الفرس سوى 50%، وهناك الترك والكرد والطاجيك والأوزبك والعرب والبلوش وغيرهم.

يجب استغلال كل ذلك، وإنشاء مركز للدراسات الإيرانية، وتعليم اللغة الفارسية، وإنشاء قناة لمخاطبة الشعوب فيها.

و إلا فسوف تتفرّغ لزعزعة المنطقة وتحريض شعوبها.

ليس لديها ما تقدمه (حتى لشعبها) سوى افتعال المعارك المقدسة، استفادت كثيراً من حماقات الخصوم ومن غفلتهم. .آن لهذا الظرف أن يتغير.