سمير الصنعاني

سمير الصنعاني

جرائم الحوثي في حجور وجرائم الإخوان في تعز منبع واحد!!

Saturday 23 March 2019 الساعة 07:45 am

لا يكاد يُعيَّن محافظ جديد لتعز من خارج دائرة الإخوان المسلمين إلا وتشتعل المدينة من جديد بحرب ضروس تمارسها عصابة الإخوان ضد معارضيهم ومناوئيهم أو من يخالفونهم الرأي، حتى ولو كان هؤلاء من شركاء النضال ضد مليشيات الحوثي.

ومثلما تمارس مليشيات الحوثي توحشاً وإرهاباً ضد معارضيها في مناطق سيطرتها، يكرر الإخوان ذات التجربة وبالأساليب نفسها التي تميز تيارات الإسلام السياسي العفنة في فكرها تجاه الآخرين، لتؤكد حقيقة ماثلة للعيان أن هذه التيارات، باختلاف مسمياتها وتوجهاتها، إلا أن ما يجمعها هو هدف مشترك وهو إلغاء الآخر المختلف ولو كان ذلك الإلغاء يصل حد استباحة دمه وعرضه وتفجير منزله.

على بُعد مئات الأمتار من تواجد المليشيات الحوثية التي تفرض حصاراً مطبقاً على تعز تتجمع مليشيات مشابهة لها هي مليشيا الإخوان التي ادعت يوماً أنها أنشئت من أجل دحر مليشيا الحوثي تحت مسمى الجيش الوطني الذي يمارس اليوم عبثاً وقتلاً واستهدافاً للآخرين من أتباع أبي العباس، أو من قيادات وأنصار المؤتمر الشعبي العام، أو من الناصريين، لا لشيء إلا لأن الإخوان يريدون أن يقولوا إن تعز (المدينة) فقط ولو كانت شارعين أصبحت ملكية خاصة في (بصيرتهم) وأن التنازل عنها مستحيل، ومستعدون دون ذلك لإشعال حرب ضروس، في الوقت الذي تهلل مليشيات الحوثي لكل ذلك وتصفق وتواصل حصار المدينة وجبايات أموال تعز إلى جيوب فاسديها، كما تجبي مليشيات الإصلاح أموال التحالف ومخصصات تعز من حكومة الفنادق إلى جيوب فاسديها.

لا أحد يجد فرقاً أو اختلافاً بين ما تمارسه مليشيات الإصلاح في تعز عما تمارسه مليشيات الحوثي بحق المعارضين، فأولئك يفجرون المنازل وهؤلاء يحرقونها، والحوثيون يعتقلون مناوئيهم تحت مزاعم الخيانة والنفاق، والإخوان يعتقلون مناوئيهم تحت مسمى مطاردة العابثين بالأمن، وفيما يقتل الحوثيون من يريدون إسكات صوته بدم بارد، يتكرر ذلك الدم البارد في عمليات القتل لدى مليشيات الإخوان في تعز، حتى إن المتابع سيجد أن كل ما تمارسه مليشيات الحوثي في صنعاء والمحويت وإب يتكرر في ممارسات الإصلاحيين في مناطق قوتهم كتعز وغيرها، وكأن المنبع الذي يشرب منه الطرفان واحد وتوجههما واحد.

وعلى غرار التبريرات التي يسوقها ناشطو الحوثي ستجد الإخوان وناشطيهم يكررون ذات الأسطوانة عن أنهم لا علاقة لهم بالأمر، وأن ما يحدث هو ضبط للأمن والاستقرار من قبل أجهزة الدولة، وكما هي المزاعم التي روجها الحوثيون وهم يرتكبون جرائمهم في حجور ها هم الإخوان يبررون جرائمهم في تعز بذات المبررات وبنفس الشكل والمضمون، والهدف واحد وهو إخماد أي رأي أو موقف لجماعة أو أفراد ضدهم وضد أسلوب سيطرتهم المليشياوي المسلح على إدارة هذه المناطق التي يريدون أن يحولوها إلى كانتونات صغيرة يحكمونها باسم الرب وتحت سلطته، وعلى الجميع الخضوع لهم والانقياد لتوجهاتهم دون أن يقولوا شيئاً سوى الطاعة في المنشط والمكره.

جرائم الإخوان في تعز هي ذات جرائم الحوثي في صنعاء، ولا يختلف الطرفان فيما يفعلانه في شيء سوى في أن كلاً منهما يوحي للناس أنه الحامي الوحيد والصحيح للدين والدين منهما براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.