عادل العقيبي

عادل العقيبي

تابعنى على

نريد جيشاً وأمناً نطمئن إليهما

Tuesday 02 April 2019 الساعة 08:30 am

يسعى البعض جر الناس إلى معارك جانبية بهدف حرف أنظارهم واستنزاف جهودهم في غير معركة اليمنيين وإلهاءً لهم عما يرتب البعض للمستقبل، فلا تنشغلوا بمعاركهم.. ولا تقبلوا أن يجروكم إلى الدفاع عن أشخاص، ولو كانوا قيادات في أحزابكم وتنظيماتكم، فتلك ليست معركة الوطن.. معركة اليمنيين أجل وأعظم، تتأسس من خلالها دولتهم -التي كافحوا من أجلها كثيراً- دولة المواطنين والعدل والخير والنماء.

لا تقبلوا أن يجروكم إلى معاركهم الصغيرة وأديروا معركتكم من أجل ما يحلم به كل اليمنيين..

لا يرهبكم البعض وهو يقمع نقدكم للمؤسستين الأمنية والعسكرية (تشكيلاً وأداءً) بقوله إنكم أعداء الوطن وجيشه وأمنه.. الوطن ليس ملكاً لأحد، هو ملك لكل أبنائه، والجيش والأمن مؤسستان وطنيتان جاء الوقت لتحقيق حلم اليمنيين بإعادة بنائهما على أسس وطنية لا تقوم إلا على الولاء للوطن بعيداً عن الولاء للفرد أو الأسرة أو القبيلة أو الطائفة أو الحزب.. وأي تعطيل لإعادة بناء وتأسيس هاتين المؤسستين على العقيدة الوطنية هو خيانة للوطن ولأجيال قادمة من اليمنيين وقتل لأحلام اليمنيين.

إن أردنا كيمنيين أن نبني جيشاً وأمناً للوطن والمواطن، فعلينا أن نعترف أن خللاً كبيراً يعتور مؤسسة الجيش ومؤسسة الأمن، تضيع معه جهود كل الوطنيين من أبناء المؤسستين.

نريد جيشاً وأمناً ننام ونحن مطمئنون بوجودهما وبحمايتهما لنا لا جيشاً وأمناً يحتاج إلى أن ينقسم اليمنيين بشأنهما إلى منتقدين لتشكيلهما وأدائهما ومدافعين عنهما.. جيشاً وأمناً يحتاج من البعض إلى ترك معركة الوطن للدفاع عنهما. كثيرون لايستطيعون اليوم أن يدافعوا عن جيش يحتمي القتلة والناهبون بانتسابهم إليه.

اليوم عشرات إن لم تكن مئات التوجيهات من النيابة تطالب بإحضار قتلة ومغتصبي حقوق ومقترفي جرائم جلهم إن لم يكن كلهم من منتسبي المؤسسة العسكرية ما يحيل الجيش والأمن إلى مؤسستين يستشعر المواطن بوجودهما بالخطر والقلق لا الأمن والاستقرار، ناهيك عن اختلالات كثيرة نشأت أثناء دمج المقاومة في الجيش وغياب المعايير العسكرية في التنسيب والترقي وشغل المواقع القيادية في المؤسستين.

في ظل قيادة محافظين اثنين لتعز خولهما القانون رئاسة اللجنة الأمنية تنحرف المؤسستان، العسكرية والأمنية، بمهامهما في تعقب المطلوبين أمنياً باتجاه تصفية صراعها مع طرف يقاتل تحت منظومة الشرعية، ويمثل جزءاً من مقاومة تعز وجزءاً من نسيجها الاجتماعي، الأمر الذي يؤكد أن خللاً جوهرياً تعيشه المؤسستان، ويتبدى واضحاً بالتمرد على توجيهات مسؤوليها، وهو أمر غير مقبول في مؤسستين تقومان على أسس الضبط والربط والالتزام..

أوجه دعوتي لكل محب لتعز ألا تنجروا إلى معارك الإلهاء والتتويه واذهبوا إلى المطالبة بـ:
- إقالة ومحاكمة ومحاسبة كل القيادات العسكرية والأمنية التي تسببت في حرف الحملة الأمنية باتجاه إرهاب المواطنين وحصارهم وقتلهم في المدينة القديمة، إضافة إلى إخلالها بدورها وتحولها إلى غطاء لحماية القتلة ومغتصبي الحقوق ومقترفي الجرائم بحق المواطنين الأبرياء.

- إلزام قيادة المحور وقيادات الألوية العسكرية بتسليم كل المطلوبين من النيابة لاستكمال إجراءات التحقيق معهم وإحالتهم إلى القضاء، واتخاذ كافة الإجراءات بحق الرافضين منهم بإيقاف رواتبهم وفصلهم ورفع الغطاء عنهم.

- إقالة ومحاسبة كل القيادات العسكرية التي سمحت بتحويل المؤسسة العسكرية ومراكز التدريب فيها إلى ساحات لتدريب وتخريج دفع مما يسمى الحشد الشعبي مجهول الهوية الذي تبرأ منه الجميع وأنكر وجوده البعض.

- إعادة هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية بما يعالج وينهي الاختلالات القائمة ويعيد للمؤسستين قدرتهما على أداء دورهما الرائد.

- إخلاء المدينة من السلاح والمسلحين وإعادة تموضع القوات العسكرية الموجودة في المدينة بنقلها إلى مواقعها القتالية، وتسليم مهمة حماية الأمن داخل المدينة إلى الأجهزة الأمنية.

ما سبق هي قضايا يقتضي العمل على إنجازها قبل أي حديث عن أمن واستقرار المناطق المحررة وتطبيع الحياة وتفعيل مؤسسات الدولة فيها..
ويقتضي أي حديث عن التحرير أن يسبق بتصحيح الاختلالات في المؤسسة التي يقوم على عاتقها عبء تحرير ما تبقى من مناطق المحافظة.