عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

حتى لا تكون العود ذودان "حجور" أخرى

Thursday 04 April 2019 الساعة 08:31 pm

إلى هادي والمالكي والزبيدي وطارق والمحرمي.. قبل التباكي والتبرير حين تكون ذودان كحجور..

إلى الجميع دون استثناء، ذودان وحيدة في معركتها عدا حضور أشياء هي مجرد تهم بسيطة لا استعدادات لمعركة ودفاع كما يجب.

إلى الشرعية، إلى التحالف العربي، الإمارات والسعودية، إلى الحزام الأمني، الى المجلس الانتقالي، الى حراس الجمهورية وقائدها العميد طارق صالح.. نحتاج اليوم إلى رد عملي واستجابة فعلية ومبادرة حقيقية تعزز موقف أهالي ذودان ومناطق العود في مواجهة الحوثي. يمطر الحوثي الأهالي بقذائفه.. لا تتصورا حجم الانتكاسة النفسية عند الناس وكأن الموقف البطولي في إحراق أطقم الحوثي انقلبت الى لعنة وعمل عبثي وليس بطولة ومواجهة فرضت نفسها وذلك بسبب الخذلان من الكل اليوم.

اتصلت بأمي، كان صوتها حزينا جدا لكأنها بالصف الأمامي تواجه عدوا متمترسا بالأسلحة الثقيلة، تذود عن الأرض والعرض من نبرة حديثها وهي تقول لي "ليش ما دعموهم بالسلاح مابش معاهم سلاح يواجهوا ولاكانوا خلوا الحوثي يمشي وخلاص.. كلمهم".. بنبرة حزن وغضب كقائد يعلن الهزيمة وبأن الجميع خانه وما زال يحتفظ بكل كبريائه..

أمي، أخت العميد عبدالغني الصناعي، الاشتراكي العتيق والعسكري العنيد، عرفته شعاب ومناطق صعدة بأكثر حروب الجيش ضد الحوثي ثم كان من أوائل من وقف مع الصيادي لتأسيس المقاومة وهو اليوم بالخطوط الأمامية كأنه يقول مشكلتي مع الحوثي قديمة وطويلة.

في حين أن المعركة الحقيقية هي الهجوم على مناطق الحوثي واسكات مدافعه وتحرير كل تلك المناطق من قبضته فالشرعية لم تدعم بما يكفي لصد هجومه ومحاولاته للتقدم لولا أن طبيعة الأرض تجعل من نفسها قبرا للحوثي وأدواته هل الأرض تدافع عن نفسها بنفسها، هي القرية التي تتربع فوق الجبال الشاهقة غرست في نفوس ابنائها الترفع فوق كل شيء تلتحم طبيعة تضاريس المنطقة مع طبيعة أبطالها الذين يقضون أيامهم ولياليهم في الخطوط الأمامية دفاعا عن القرية وعن شرعية تعرف كيف تخذل وتهزم نفسها وتفقد الجميع الثقة بها.

الى الآخرين من غير الشرعية.. لن يسامحكم أحد ولن يتقبل أحد أي تبرير أو ادعاء منكم ولن يفيد شيء تبادل التهم والبحث عن الغريم..إ ذا كان الجميع قد خبر وعرف الضعف والهزل والسوء الذي أصاب الشرعية ولم يعد أحد يراهن عليها فلماذا لا تحضرون أنتم اليوم قبل أن يفوت الأوان.

يستخدم الحوثي القذائف ومختلف الوسائل للحرب النفسية والإعلامية ويراهن على موجة اليأس الذي يجتاح المقاتلين ومن بعدهم أصحاب المنطقة.

بإمكانكم ايها التحالف والشرعية والانتقالي والعمالقة بأن تحولوا صمود الناس وصدهم الحوثي إلى انتصارات تحسب لكم والأمر متاح أمامكم بكل سهولة أما ابناء المنطقة حين أحرقوا أطقم الحوثي فقد كانوا يعون جيدا بأنهم سوف يكونون وحيدين وسيخذلهم الجميع لأن قضية حجور ما زالت طرية ولكنهم كانوا يثمنون أنفسهم ويعملون ما هو واجب عليهم ويثبتون وهم رافعون رؤسهم بأن واجهوا وصمدوا بقدر استطاعتهم ولا يتحملون العار بأنهم استسلموا.

فخور بقريتي العظيمة وبرجالها الأبطال الذين يتناوبون على المواقع والثغرات الأمامية بأنهم صمدوا وقاتلوا وانتصروا للكرامة بكل شجاعة أمام قذائف الحوثي وخذلان الشرعية والتحالف.

جميع النساء والأطفال والشيوخ ومن لا يستطيعون القتال غادروا.. ووجهوا رسالة لأبنائهم في الصفوف الأمامية ليدخل الحوثي القرية بعد أن يقتل آخر واحد فيكم لا تخافوا على شيء حين تخذلكم الشرعية والتحالف ويقتحم الحوثي المنطقة فسيدخل قرية أصبحت خاوية ومهجورة مثلما هجرت الشرعية والتحالف جبهات العزة والكرامة.