يحيى الهادي

يحيى الهادي

إلى حكماء اليمن.. نواب الشعب

Tuesday 09 April 2019 الساعة 07:17 pm

هي خطوة جاءت متأخرة وكان يفترض بها أن تأتي منذ وقت مبكر، انطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فإذا لم ينبرِ أعضاء البرلمان ونواب الشعب لموقفهم الوطني في هذه المرحلة فمتى سنرى مواقفهم الوطنية، لكنهم جميعا وبقرارات سياسية تنصلوا عن أداء واجباتهم وبأخطاء ارتكبت من قبل الجميع وقع هذا الخطأ، بينما البعض ما يزال حتى اللحظة يمارس الخطأ حتى وإن ادعى الشرعية والهدف تحقيق مصالحه فقط كعادته، وهنا الكارثة في أن يصبح الوطن والشعب على الهاوية وأنت تبحث فقط عن مصلحتك ولا تهمك مصالح الآخرين او تقدم التنازلات بغية مصالح العامة من الشعب..

اليوم الأنظار تتجه صوب نواب الشعب لا نواب المؤتمر ولا نواب الاشتراكي ولا نواب الإصلاح، تتجه صوب نواب الشعب اليمني ما الذي سيقدمونه من واجب عليهم نحو وطنهم وشعبهم كان المفترض أن يقدموه من سابق، لكن أن يأتي خير من أن لا يأتي..

الكل والأغلب إن لم يكن السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني ينظرون اليوم نظرات أمل يحدوها الأمل ويخالطها الخوف والقلق إلى انعقاد جلسة البرلمان التي ستحتضنها محافظة حضرموت الخير، والتي تعد الجلسة الأولى للبرلمان اليمني للجمهورية اليمنية والتي تنعقد خارج إطار مقره المعروف بالعاصمة صنعاء المحتلة من قبل جماعة الحوثي الانقلابية بقوة السلاح منذ العام ألفين وأربعة عشر..

نأمل أن يكون لقاء الخلاص والخير لليمن واليمنيين وأن نرى الوطنية تتجسد فيمن يعدون مثابة حكماء اليمن ونواب للشعب اختارهم لتلبية متطلباته، وها هو اليوم يطلب منهم القيام بواجبهم نحو الجمهورية والديمقراطية والحرية والكرامة..

يكفي نوم أربعة أعوام، ولابد من كلمة تكون لهم لإنهاء ما يجري في البلد فانهك كل شيء الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع.. اليوم أمام النواب محطة تاريخية إما وأحسنوا التصرف فيها فكانوا بحق حكماء ونوابا، أو أساءوا التصرف ولم يحققوا شيئا ففشلوا وحتما لم ولن تقوم لهم قائمة بعد اجتماعهم، لأنهم تنصلوا عن وطنيتهم..

فها هو الشعب اليمني بكامله يقول لهم هذا يومكم فإما عزنا وعزكم او عزاكم لوحدكم أما نحن فمهما أصابنا الخذلان إلا أن شمس الحرية والسيادة حتما في يوم ما ستشرق ولن يكون لكم فيها بصيص ضوء لمستقبل كما خذلتم الشعب حين احتاجكم وقت محنته.. ليس هذا وفق ما نريد كصحفيين أو إعلاميين، بل وفق القانون الذي أقره البرلمان ونواب الشعب والذي تقول مواده وأبوابه العديد من المسؤوليات والواجبات نحو الشعب والوطن فلدينا هنا المادة اثنين وستين والتي تقول، إن مجلس النواب هو السلطة التشريعية للدولة فهو من يقرر القوانين ويقر السياسة العامة للدولة والخطة التنموية والاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة للدولة، إضافة إلى ممارساته الرقابية وفق الدستور. وما نحن فيه اليوم هو أحد أسباب تعطيل عمل البرلمان منذ انقلاب الجماعات الحوثية في اليمن وهو الأمر الذي أدى إلى غياب الرقابة والمحاسبة والمساءلة وتلبية احتياجات المواطن والوطن على السواء..

اليوم هي رسالة لحكماء اليمن نواب الشعب إما تكونوا أو لا تكونوا، ولكم الخيار في ذلك إما عزكم أو عزاكم بيدكم أمر وطن وثلاثين مليون مواطن يمني منهم من هو مشرد ومنهم جريح ومنهم جائع ومنهم مريض... الخ.

الوطن اليوم والمواطن الذي أعطاكم صوته وجعلكم حكماء وحكاما هم اليوم في أمس الحاجة إليكم، فماذا أنتم صانعون..

الوطن الذي تمتلكون فيه القصور والفلل والذكريات الجميلة اليوم يطلبكم لإنقاذه، فلا تغركم الفلل في القاهرة أو إسطنبول أو عمان..

الوطن يتسع للجميع فأين أنتم، وما هو دوركم أنتم وحدكم من بيدكم السحر لتفكوه وتعيدوا للوطن جمهوريته وأمنه واستقراره وسيادته وتعيدوا لنا كرامتنا وحقوقنا وأمننا هي رسائل بسيطة ليست بمعجزة، بل بحاجة إلى مصداقية وتخل عن الحزبية وتسلح بالوطنية، وحتما ستنجحون.. فهل سنرى ذلك؟ الأمل بالله كبير ومن ثم بحنكتكم وحكمتكم..

المجد والخلود لشهداء اليمن الأحرار.
الشفاء للجرحى.
الحرية للأسرى والمعتقلين.
عاشت اليمن حرة أبية..