عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

عن خيارات هادى البائسة

Wednesday 10 April 2019 الساعة 03:30 pm

لا شك أن سلطان البركاني هو الجدير برئاسة البرلمان أمام الأسماء التي طُرحت، أو على الأقل أمام العقلية التي يدير فيه هادى شؤون البلاد..

هذا الأمر لا يفهمه كثير ممن يبنون مواقفهم ضد الأشخاص دون التمعن في المرحلة التي قدمت علي محسن مناضلاً وحامي الجمهورية، فيما سلطان البركاني الذي كان صاحب علي عبدالله صالح.. لا يحق له تولي رئاسة البرلمان، ولهذا يعتبر البعض أنه لا يستحق أن يكون في هذا المنصب.

في الحقيقة أرى أن سلطان البركاني أفضل رجل احترم نفسه منذ بداية الحرب، وخرج من صنعاء وهو يحمل موقفاً من الانقلابيين بمن فيهم علي صالح، فيما جلس الآلف ــ وهم الآن في واجهة المشهد وطنيون ــ يبتزون صالح بفلوس هادى.

في عام 1997م صعد عبدالله بن حسين إلى رئاسة البرلمان حسب اتفاق بين الإصلاح وعلي صالح على شرط أن يكون الأول رئيس برلمان مقابل تزكية علي صالح رئيساً للجمهورية.. ترتب على ذلك حرمان ترشيح علي صالح عباد مقبل من رئاسة الجمهورية.

بعد ذلك قدم علي صالح الدكتور عبدالوهاب محمود نائب البرلمان، رغم الفارق بينه وبين عبدالله بن حسين على كل المستويات، ولو لا الدعم الذي كان يأتي من صدام حسين لعلي صالح، لما صعد الدكتور لهذا المناصب لعضوية مجلس النواب.

حين توفي عبدالله بن حسين في 2005م. يفترض أن يكون الدكتور عبدالوهاب رئيساً للبرلمان، لما يحظى من استقلالية وكفاءة، بالإضافة لما يشكله من توافق داخل كتلة البرلمان، لكن لأمر في نفس علي صالح جاء الراعي بعقلية الطفل المريض لينتهي به المطاف عند ركب السيد وهو مكانه الحقيقي دون أي تأثير له.

عودتي للماضي فقط من أجل المقارنة بين العقلية التي أدار بها مجلس النواب سابقاً، وما يحاول هادى تقديمه اليوم، لأن المسألة لا تتعلق بالكفاءة والجدارة، بقدر ما يحاول هادى وضعه كواقع، متجاوز فيه كل التوافقات التي قدمته رئيساً للجمهورية، ويسعى لفرض رئيس للبرلمان تابع له، يمرر عن طريقه كل التجاوزات التي تبقيه رئيساً إلى يوم القيامة، واطال الله في عمر الرئيس.

ولو كان هادى فعلاً يشكل فارقاً وتجاوزاً لسياسة صالح، لكان الطبيعي ضمن سياسة التوافق أن ينحاز لرئيس برلمان بمن له صلة بالحراك السلمي الجنوبي وثورة فبراير أو شرعيته الحالية، بمعنى لماذا لا يكون الدكتور محمد صالح علي أو اليزيدي لرئاسة البرلمان أو سلطان البركاني.

ختاماً.. عن نفسي، البرلمان بالمجمل إحدى مؤسسات النظام البائد المثار عليه، بمن فيهم عبدربه منصور هادى، الذي ظل نائباً للرئيس دون أي مهام فعلي سوى مقصات المشاريع الصغيرة.

9 أبريل 2019م