سمير الصنعاني

سمير الصنعاني

عن حراس الجمهورية وخذلان الشرعية

Sunday 21 April 2019 الساعة 08:43 am

عام كامل مر على تأسيس حراس الجمهورية كمقاومة وطنية فتية أخذت على عاتقها مهمة الانضمام إلى ركب المقاومين لمليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، في جبهة الساحل الغربي.

وخلال أقل من عام كانت هذه القوات تحرز انتصارات متتالية في تلك الجبهة الممتدة من باب المندب والخوخة والمخا وصولاً إلى عمق مدينة الحديدة، وطردت مليشيات الحوثي منها بسرعة قياسية مقارنة بما شهدته بقية الجبهات التي لا تزال تشهد منذ سنوات ركوداً غير معروف الأسباب والمسببات.

كان حراس الجمهورية ضمن المقاومة المشتركة (ألوية العمالقة والمقاومة التهامية) على مشارف ميناء الحديدة، ولم يكن أمامهم سوى أيام حتى يحرروا موانئ الحديدة من سيطرة وسلطة وقوة وجبروت المليشيات الحوثية، لكن الضغط الأممي والبيع والشراء الذي لا يفهم سره الرأي العام، دخل على الخط، ورمت بريطانيا بكل ثقلها لتوقف معركة هي أشرف المعارك وتسهم عبر مجلس الأمن في انحياز واضح وفاضح لصالح المليشيات وتنقذهم من هزيمة محققة.

كان حراس الجمهورية قاب قوسين أو أدنى من استكمال مشروع تحرير مدينة الحديدة وموانئها، لكن كان ثمة مشروع آخر مضاد يقف بالمرصاد لجهود الرجال، وللأسف الشديد أنه ورغم صحة وجود ضغط دولي قوي لإيقاف معركة تحرير الحديدة إلا أن ذلك الضغط ما كان له أن ينجح لولا التواطؤ الذي حصل من قبل شرعية هادي التي قبلت أن تتحول إلى مجرد أطرش في الزفة وتقبل باتفاق السويد الذي كان بمثابة إنقاذ لمليشيات الحوثية بشكل غير مبرر وغير مفهوم.

اليوم بات الجميع مقتنعاً أن الشرعية التي جاء من أجلها التحالف بقيادة السعودية والإمارات وقدم الكثير من أجلها، تسهم بوضعها ووضعيتها وإصرارها على حالة اللاسلم واللاحرب وعجزها في استمرار الحوثي في تحقيق مكاسب ما كان له أن يحققها لو أن تلك الشرعية ساندت حراس الجمهورية والمقاومة المشتركة في استكمال المعركة وتحرير ما تبقى من مدينة الحديدة، لكن ما حدث هو العكس فقد سارعت الشرعية للموافقة على ما لم يكن يجب الموافقة عليه، وها هي اليوم تساند المبعوث الأممي غريفيث في بيع الوهم وترسيخ سلطة مليشيات الحوثي في مدينة الحديدة وموانئها وكل ما تفعله هو الموافقة على خطط ما يسمى بإعادة الانتشار بعد أن أوهمت الناس أن اتفاق السويد يقضي بانسحاب المليشيات.

وعوداً على بدء فإن حراس الجمهورية كان وسيظل مشروع مقاومة وطنياً يحسب له أن مثل إضافة نوعية غير مسبوقة في مسار مقارعة مليشيات الحوثي ومواجهة مشروعها، خاصة في الساحل الغربي، وفي منطقة تعد استراتيجية بالنسبة لقضية الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر، وسيظل حراس الجمهورية عنواناً لقدرة اليمني حين يقرر خوض معركة الكرامة ضد الظلم والطغيان الذي يمارسه الإماميون الجدد بحق الناس والمجتمع، كما تفعل المليشيات الحوثية اليوم.

وعموماً فإن حراس الجمهورية سيظلون عنواناً للمقاومة والعزة والتضحية التي يسطرها الرجال الذين آلوا على أنفسهم إلا أن يكونوا في صف الناس ومع الشعب بعيداً عن بهرجة السلطة ومطامع الثروة والتخمة التي يعيشها ذوو شرعية الفنادق.