عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

توهان الشمال بين الحوثي والسعودية!

Sunday 21 April 2019 الساعة 09:18 am

دخلت قوى الشمال في متاهات معقدة وتحت شعارات وأوهام ومكايدات مضللة حروب عبثية كما هي تحالفاتها العبثية.

التحالف مع الحوثي ليس إلا عبودية طوعية، أو كراهية للحوثي سوء كان من قبل الإصلاح أو المؤتمر لا يبدو بأن أحدا قد استوعب الدرس كما يجب.

يسعى الإصلاح لإعادة أساليبه القديمة في ظرف ووقت غير مناسبين لهذا اللعب، بعد أن أصبح أغلب قياداته وناشطيه نازحين خارج اليمن، كما يتمسك مؤتمريون بنسخة بدائية مشوهة لطريقة صالح التي انتهت الى طريق مسدود وحاول أن يكفر عن خطئه.

بات الأمر واضحاً وجلياً بأن الحوثي لن يقبل شريكاً سياسياً فحسب، بل هو كذلك لن يحسن معاملة عبيده فهو يتبرص بهم الى يوم لن يختلف عن من واجهوه بعداء واضح وبالتالي فأي مبرر للتعامل والتحالف مع الحوثي كيدا للتحالف او الجنوب أو لأي أهداف شخصية حتما سينتهي نهاية وخيمة.

التحالف بشكل عام يتوجس من قوى الشمال السياسية والاجتماعية وقد لا يكون مخطئا بهذا التواجس، ولكن المشكلة هو أن لا يجد حلا منطقيا لهذه المعضلة. فالمؤتمر اليوم ما زال يعمل ويفكر بنفس الطريقة الإصلاحية عدا اختلافات بسيطة، فالحرب عندهم لها حسابات وأبعاد متعددة آخرها هو هزيمة الحوثي.. بعكس الجنوب الذي برهن على صدقه في علاقته بالتحالف فاستعاد أرضه وحول علاقته بالتحالف الى وقائع ونتائج واستمر يطور علاقته بالتحالف ويعزز الثقة بينهما، فيقاتل مع التحالف بحدود السعودية وبمختلف مناطق الشمال فهو كذلك يختلف معهم في القضايا التي تخصه بشكل واضح وصريح وبأساليب دبلوماسية راقية بينما قوى الشمال عجزت عن إيجاد علاقة ثقة وشفافية مع التحالف، باستثناء "حراس الجمهورية" التي ما زالت هي وحدها من تتحمل أعباء الشمال دون مواقف اجتماعية وسياسية مساندة لها، كما ينبغي أن يكون، بل الجميع يحبطها ويضع في طريقها العراقيل ويعمل على إيقاف نجاحاتها في تحرير الشمال.. واحدة من هذه العراقيل ما أقدمت عليه شرعية هادي في الدخول بمعمعة السلام وتيه المفاوضات.

القيادات الإصلاحية والمؤتمرية التي في الرياض عاجزة عن خلق تفاهمات حقيقية مع السعودية، وايجاد خطط صحيحة وآليات عملية.

العقل الشمالي يعاني من برجماتية مفرطة جدا تصل به الى حد الانتهازية باللعب على التناقضات، كما أن هنالك حالة عجز وإفلاس حقيقي في القدرات ومواكبة التطورات على الواقع.

لم يصل الاثنان "السعودية والقيادات اليمنية التي في الرياض" إلى حالة من الصدق والشفافية بالاعتراف بالأخطاء والفشل والعجز، لتغيير مصير هذه الحرب، فما زال الكل يلعب على الآخر ويسوق مغالطاته كل يظن أنه الأذكى وأنه المستفيد من المأزق الذي وقع فيه الآخر بينما المأزق هو مأزق الجميع ولن يُحل إلا بتغيير طريقة التفكير الانتهازية هذه، لأنها هي من خلقت وطورت كل الأزمات.

مصالحنا مشتركة ومأزقنا ومآسينا كذلك هي مشتركة لم يعد الوقت مناسبا لنكذب ونلعب على بعض لن تأمن السعودية من جارتها وتؤمن حدودها وتقود حروبا ناجحة، إلا إذا أوجدت طريقة جديدة للتفاهم والتعامل مع السياسيين والمشايخ والقادة العسكريين بالشكل الصحيح الذي يخدم بلدهم وينعكس على جيرانهم.. فكل هؤلاء الذين يقطنون فنادقها ما زالوا يسوقون بلدهم للهاوية برعاية سعودية ولن تنجو من تداعيات هذه الهاوية على الأقل.

المنطق الحوثي والمنطق السعودي لا يخلتف كثيراً، فلا أحد يريد شركاء له وعليه في ظل علاقة طبيعبة ومنطقية وإيجاد الحلول السلمية لمختلف التعقيدات للسير في المسارات الصحيحة، وإنما يعملون على استعباد القيادات وشرئها، كما أن رجالات الدولة والسياسة والمجتمع الذين يعملون مع السعودية أو الحوثي، لديهم استعدادهم وخبراتهم كمهارة تراكمية لمنطلق التحالف والتعامل السياسي الذي يحكم العقلية الشمالية لكن التحولات والتغيرات المجتمعية الطبيعية التي تتصاعد ببطء وعمق ستجعل الجميع يشعر متأخراً بأن الأمور قد خرجت عن سيطرته نهائياً وبأنه قد فقد كل غروره ورهانه بين عشية وضحاها.