محمد عزان

محمد عزان

تابعنى على

اليمن بين رُكام المأساة وخرائب الموت

Wednesday 01 May 2019 الساعة 08:35 am

أعجيب ما في أمر الهاربين من الدين إلى اللادين.. أنهم ينتقدون الأديان والشرائع لكونها لا تلبي رغباتهم وتشبع نزواتهم، ولا تتبنى أفكارهم ومشاعرهم، ولا تتبع مقترحاتهم في دارة الحياة!!

وكأنهم يريدون أن يجعلوا من أنفسهم آلهةً الإله، فإذا قرر ما لا يستوعبون، أو فعل ما لا يستحسنون، فهو معدوم أو جائر أو مجرد وهم.

نعم.. نحن مع مراجعة موروث الأديان وما يهمنا من التاريخ، ولكن في ضوء أسس علمية ومَرجعيات منطقية ثابتة، تجري على اللادين كما تجري على الدين، لا أن نستبدل دجل بعض المتدينين بتهويش اللادينيين.

**
اختلاف حد الالتباس

إذا كان معاصروه ورفاق دربه لا يعرفون كيف قُتل (الرئيس الحمدي) ولا من تآمر عليه، أو على الأقل سكتوا عنه أو اختلفوا فيه إلى حد الالتباس، فكيف بمن يدعي أنه يعرف تفاصيل معارك وأحداث وقعت منذ مئات السنين؟!

أيها الأعزاء، اخرجوا من الماضي، واستنفروا طاقتكم لاكتشافات ما يحدث في حاضركم، وكيف يمكن التعامل معه..

**

ستنتهي الحرب في اليمن كما انتهت في أوروبا، وستتحول إلى مجرد ذكريات كلٌ ينظر إليها من الزاوية التي يضع نفسه فيها. فهذا يراها مأساة قبيحة ينبغي أن توارى في مقبرة النّسيان، وآخر يراها مفخرة يجب أن تُخلد حقداً مُقدساً في ذاكرة الأجيال.

الأول مُصِرّ على البقاء خلف قُضبان الماضي ليفتش عن ذاته بين رُكام المأساة وخرائب الموت.. بينما الثاني يعيش الحاضر الذي وصل إليه، لينطلق منه نحو مستقبل لا دماء فيه ولا دموع.. ومن دَبّ على الدرب وصل!

*جمعه (نيوزيمن) من بوستات للكاتب على صفحته في (الفيسبوك)