صالح أبو عوذل

صالح أبو عوذل

تابعنى على

سقطرى.. ترفضهم وتلفظهم

Thursday 20 June 2019 الساعة 08:23 am

عندما تبدأ القوات الجنوبية أي معركة للدفاع عن السيادة الوطنية الجنوبية، حتى تخرج بعض الأصوات القبيحة والتي أدمنت على الكذب والنفاق في محاولة لتزوير الواقع الذي يرتسم في الجنوب بدماء زكية وطاهرة، تارة بالحديث عن خوف هذه الأطراف على الجنوب، وأخرى بالحديث أن كل تحرك جنوبي يهدد مستقبل الدولة اليمنية الاتحادية.

ويحاولون تضليل الرأي العام بان الأولى ليس هزيمة الحوثي أولاً، مع أنهم يدركون أنهم السبب وراء صمود الحوثي كل هذه السنوات، ويدركون أنهم عامل رئيس في إمداد المليشيات بالأسلحة والذخائر والأموال.

حين نقول إنهم كذابون ومنافقون ودجالون، لا نقول ذلك افتراءً على أحد، بل هي مواقفهم التي تضعهم في هذه المواضع.

حين تتحرك القوات الجنوبية للدفاع عن السيادة الوطنية والكرامة، يغضبهم ذلك، فتراهم يجتهدون في نبش الماضي وسرد أحداث المآسي في الجنوب، وحتى تلك الأحداث الصغيرة جداً، ويصل بهم الأمل دون خجل إلى تحميل "المجلس الانتقالي الجنوبي" كل تلك الأحداث المأساوية في الجنوب، وكأنه كان الحاكم الفعلي حينها، في حين أنك لو وضعتهم أمام حقيقة تلك الأحداث والمتسبب فيها لأخرجوا لك بالقول "نحن تسامحنا وإلا على كيف تقول تصالح وتسامح"، ويتهمونك أنك ضد التصالح والتسامح الجنوبي.

أحدهم كتب، دون ذرة من خجل، "يتهم المجلس الانتقالي الجنوبي بالإقصاء والإلغاء للآخر، ويلمح إلى أن قادة المجلس هم من قتلوا سالمين وتآمروا على قحطان"، مع أن الجميع يعرف من قتل سالمين ومن تآمر عليه، وهذا ليس اتهاماً، بل دليل يؤكد ويكشف بالاسم من قتل سالمين ومن تآمر عليه، وبالإمكان الرجوع إلى الوثائق الأمريكية، ومنها ما دونه بول فندلي في كتابه "من يجرؤ"، لمعرفة من قتل سالمين ومن بدأ مسيرة التدمير للجنوب بعد الاستقلال عن بريطانيا إلى اليوم، وإذا تحبون نخوض في هذا الحديث، نحن على استعداد.

تجيء تسألهم بأي حق أصبح لصنعاء الحق في الجنوب، وهي دولة مغتصبة مثلها مثل أي احتلال على مستوى المعمورة، وإلا قولوا لي ما هو الحق الذي يجعل للإخوان أو المؤتمر أو أي حزب أو تكتلات يمنية أن تكون لها الحق في الجنوب وثرواته.

إذا ترون أن لصنعاء الحق في الجنوب، فإن أي محتل في العالم له الحق في البلد الذي يحتله، والأمثلة كثيرة، ويمكن إسقاطها على الواقع في الجنوب، والتي ربما تكون أساليب الاحتلال اليمني في الجنوب أشد جرماً من أي احتلال آخر.

لمن أغضبهم دفاع أبناء سقطرى وشبوة وعدن وأبين والضالع عن قضيتهم وعن بلادهم وأرضهم ومستقبلهم، لماذا لم يغضبهم الحوثيون الذين يحتلون "كل اليمن الشمالي" بما في ذلك أجزاء من مأرب العاصمة الجديدة"، من أغضبهم أن تكون للجنوب قوات عسكرية تدافع عن مستقبل أبناء بلد نهش فيها الإرهاب والتدمير إلى وقت قريب جداً.

لماذا يتحاورون مع الحوثي الذي باع اليمن لإيران ويرفضون الحوار مع من يطالب بحقه في السيادة على أرضه، لماذا أصبح مطلب الجنوبيين بحقهم بيعاً للسيادة، في حين أن السيادة اليمنية سلمها النظام اليمني للإقليم والعالم، وجعلها مسرحاً لكل من هب ودب منذ منتصف تسعينات القرن الماضي؟

إلى من يعتقد أن دفاع أبناء سقطرى عن الارخبيل ورفضهم لقوات أبوعوجة، بيع للسيادة، فكيف امتلك الإخوان أو أي تنظيم يمني حق السيادة على الجزيرة، وماذا قدم النظام اليمني للأرخبيل الجنوبي غير استيطانه على مدى ثلاثين عاماً، حين نقل النظام مئات الأسر اليمنية إلى سقطرى لهدف يعرفه الجميع.

تعيدون الحديث عن صراعات الماضي في الجنوب، وترفضون الحديث عن جرائم النظام اليمني، ترفضون الحديث عن فتاوى التكفير الشهيرة، تجاهدون لتمكين جحافل النظام اليمني من العودة إلى الجنوب لمواصلة نهب الثروات النفطية من شبوة وحضرموت، بشعار دولة اليمن الاتحادية، التي تجاهدون لفرضها على الجنوبيين فقط في حين أنكم فشلتم في مقاومة الحوثي، ولو من باب إجباره على قبول مشروع دولة اليمن الاتحادية.

حين يذهب السقطريون إلى التعبير عن مشاريعهم وحقهم في السيادة على أرضهم، يغضبون، لكنهم في ذات الوقت يدعمون انفصال حضرموت عن الجنوب، ويصرون تقسيمها إلى ساحل ووادٍ، يمارسون الإرهاب في الجنوب، ويصرخون إن أحد قاوم مشاريعهم الإرهابية.

في تعز تم تشريد السلفيين على وقع القتل والإرهاب والإحراق، ومع ذلك لم يغضب أحد لهم، واليوم حين ترفض سقطرى مشاريعهم وتبدأ في لفظهم خارج المحيط، يأتي من يبكي على السيادة التي داس عليها الاحتلال اليمني وأعوانه، بالقتل والإرهاب وفتاوى التكفير.

ماذا تبقى من السيادة اليمنية والحوثيون يحتلون الشمال ويخضعونه لنفوذ إيران؟ ألم يكن الأحرى بدعاة الخوف على السيادة أن يثبتوا لنا أنهم وطنيون ويمنيون يحبون اليمن، بقتال الحوثيين وتحرير محافظات شمال اليمن، بدلاً من النحيب على مدن جنوبية يمارس الجنوبيون فيها حقهم، فهي أرضهم ولهم كامل الحق في إدارتها؟

ويكفي