عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

يناير.. ومرسي والإخوان والسيسي!

Thursday 11 July 2019 الساعة 03:03 pm

(2)
كانت المرحلة لا تزال مرحلة ثائرة ومضطربة كبحر متلاطم الأمواج يهدد بالأخطار العظيمة للسفن الراسيات ناهيك عن قارب الإخوان الهش.

فما زال الشباب في عنفوان الثورة ومؤسسات الدولة تعاني من الانهيار والتحالفات التي صنعت على عجل مع الإخوان تتهاوى كل يوم أمام ممارسات الإخوان وأخطائهم والتي أقلها عدم احترام بروتوكلات الدولة.

فقد كانت إدارة الإخوان للدولة بطريقة إدارة الجماعة.

عرف الكثير من القيادات التي عملت مع الإخوان على رأس الوزارات والذين منهم السيسي بأن الإخوان يسيرون على طريق السقوط بكل لحظة؛ لأن الشارع متأجج ويرتفع غليانه كل يوم وعدم استطاعة الإخوان على إدارة الدولة ولا التعامل بحكمة مع الشارع فكل تعاملهم كان يؤدي إلى مزيد من التأجيج.

عبرت "حركة تمرد" عن التفاعل والتكامل بين الغليان الشعبي العفوي والحماس والإبداع واليأس الشبابي والدعم غير المباشر من بعض رجالات الدولة حتى مثلت حركة تمرد البدايات الأولى لقياس وتنظيم الثورة المجتمعية ضد الإخوان.

لم يستطع الإخوان مواجهة أي تطورات في غليان الشارع. فقد كانت تحركاتهم تأتي متأخرة جداً أمام غليان الشارع الذي يتطور بسرعة عالية. وكثيراً ما أقدموا على حركات تعمل على صب الزيت على النار: كالإعلان الدستوري وتحصين القرارات ومواجهة "حركة تمرد" بحركة مقابلة أسموها "تجرد" ومواجهة الاعتصامات والمسيرات بالعنف.

لم يكن مرسي يستطيع بأن يفرض شيئاً، فهو بنفسه محكوم من مكتب المرشد، الى الحد الذي ظهر أمام الكاميرات وأحدهم يهمس في أذنه ليملي عليه ما يقول.

انتظر السيسي اللحظات المناسبة التي تؤكد بأن قارب الإخوان قد غرق تماماً؛ ليضع إملاءاته عليهم ويتحكم بالأمور وهو يعي بأن يأس الشعب من الإخوان سيجعلون منه منقذاً لهم.

في واحد من آخر الخطابات لمرسي ظهر السيسي في الصف الأول وكان الوحيد الذي لم يصفق لمرسي بعد انتهاء خطابه.

تكلم السيسي عن سر هذا الأمر بأنه قبل أن يصعد مرسي لإلقاء الخطاب كانا قد اتفقا على حلول لمواجهة الغليان في الشارع.

وبعد أن قال مرسي بأنه موافق عليها اتفقا على أن يلقي مرسي خطاباً ويعلنها للشعب.

لكن مرسي حين صعد ليلقي الخطاب فاجأ السيسي بأنه جعل الخطاب في وادٍ آخر عكس ما اتفقا عليه تماماً.

...يتبع