عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

يناير.. ومرسي والإخوان والسيسي !

Wednesday 17 July 2019 الساعة 08:20 am

3

كانت مناورة صعبة ومعقدة بين رجل الإخوان في الرئاسة ورجال الجيش في حكومة الإخوان.

فزع اللحظة ورعبها وتعقيداتها جعلت السيسي يطرح رؤيته على مرسي، متجاوزاً الحقيقة على الواقع بأن مرسي ليس إلا ممثلاً للإخوان بالرئاسة، كما جعلت من مرسي يقول بأنه موافق عليها.

لربما بأن الوعد من السيسي لمرسي بأنه معه بكل جيش مصر؛ إذا قبل بهذه النقاط وأعلنها للشعب كان يقصد حمايته من الإخوان أنفسهم.

من بعد هذا الخطاب… انتهت المراوغات بين الجيش والإخوان وانتقل الخلاف بينهم إلى المرحلة العلنية والواضحة.

لأن السيسي كان ينتظر من مرسي أن يعلن في خطابه على ما اتفقا عليه، من إلغاء الإعلان الدستوري، والترتيب لانتخابات رئاسية مبكرة.. فأعلن مرسي بخطابه بأنه سوف يواجه وبأن الجيش معه وبأن في الجيش "رجالة زي الذهب"، ويبدو واضحاً بأنه كان بهذا يحاول استعطاف السيسي. الذي كان في تلك اللحظات يرتب الخطة بذهنه للسيطرة على الموقف، ومواجهة الفوضى التي قرر مرسي أن يسير في طريقها.

عُرف السيسي بأنه شخصية عملية، يخطط بدقة لما يريد وينفذ بطريقة هادئة، كما أن منصبه السابق بالاستخبارات العسكرية قد علمه كيف يحصل على المعلومات ويبني عليها مواقفه وخططه. وبالتالي استطاع أن ينجح في مواجهة تعقيدات هذه المرحلة على المستوى الداخلي وعلي مستوى مواجهة الضغوطات الدولية التي كانت تقف في صف الإخوان.

في حقيقة الأمر موقف أوباما لم يكن يختلف كثيراً عن موقفه من يناير الذي قال عنها بأنها ثورة مُلهمة وبأن على حسني بأن يتنحى وبأنه مع الانتقال السلمي السلس للسلطة. 
فقال أوباما عن يونيو بأن الشعب المصري خرج خوفاً على ثورته وبأن فعلاً بأن مرسي صعد بطريقة ديمقراطية لكن الفشل وممارسات الاستحوذ جعلت الشعب يثور.

لكن مواقف أوباما شخصياً من السيسي ظلت تعبر عن كثير من مواقف التحفظ، وفي بعض الأحيان كان واضحاً بموقفه ضد الكثير من خطوات السيسي الى حد أن قال بأن يعمل على مراجعة جذرية لعلاقة أمريكا بالجيش المصري.

باستثناء الملك عبدالله "رحمه الله" كذلك فإن أغلب مواقف الدول الخليجة كانت حذرة ومتحفظة من السيسي -خصوصاً في البداية- وذلك بسبب قرب السيسي من الإخوان في الفترات السابقة. حتى يقال بأن حسني قال بعد أن أدخل السيسي مرسي السجن "الآن تأكد لي بأن السيسي ليس إخوانا".

شباب يناير ينقسم مرة أخرى الى ثلاثة تواجهات رئيسية: الأول يرى بأن يونيو تجل آخر ليناير وبأن السيسي زعيم وطني ملهم، والبعض منهم يعتقد بأن يونيو أكثر أهمية من يناير، ولربما ناسخة لها.

الثاني يرى بأن مرسي هو تجلي يناير الحقيقي وبأن يونيو انقلاب الدولة العميقة والجيش على الديمقراطية.

التوجه الثالث يحاول بأن يوازن وينتقد الطرفين فيقول بأن الاخوان انقلبوا على ثورة يناير حين كان مطلبها دولة مدنية فحولها الاخوان دولة دينية -أو بالأصح ايديولوجية- ويقروا بفشل الأخوان والفوضى الذي عملوا عليه، وبأن الجيش كان محقاً ونجح بمواجهة الإخوان لكن بوجود أخطاء وبجعل الدولة عسكرية بوليسية.