سام المذحجي

سام المذحجي

مؤشرات "شرعية" تسترعي الاهتمام

Wednesday 24 July 2019 الساعة 01:08 pm

خلال الأسبوع الماضي استوقفتني مجموعة من الأحداث غير المألوفة التي حملتها لنا رياح الشرعية، قد يكون قراءة الواحد منها بمعزل عن الأخريات لا يلفت انتباهاً، لكن إن وضعتها جميعاً في بوتقة واحدة يمكنك حينها إدراك وجود رابط لا يمكن تجاهله وإن بدا ضعيفاً.

مستهلها إيقاف اللواء محسن خصروف من عمله كمدير لدائرة التوجيه المعنوي من قبل الرئيس هادي، وذلك على خلفية تصريحاته على قناة اليمن الفضائية والتي قلل فيها من دور "التحالف العربي".

ولا بد أن أصوات الانتقادات الهامسة في الرياض جراء ما صرح به أحد "ضيوفها" وصلت سمع الرئيس هادي فكان القرار الرئاسي بإيقاف مدير التوجيه المعنوي وإحالته إلى التحقيق، فالاتهامات شبه رسمية، وبالنظر إلى ماهية الاتهامات نجد أن خصروف اتهم السعودية والإمارات "بعدم الجدية في تحرير اليمن من الحوثيين"، وهما اللتان قدمتا أرواح ودماء جنودهما قبل تقديم مليارات الدولارات في الجانبين العسكري والإنساني، وهذا قد يبنى عليه اتخاذ مواقف سياسية كرد فعل قد يتجاوز الفعل بكثير.

ومع أنه لم يكن كيل التهم للتحالف العربي على وسائل إعلام رسمية يمنية هي الأولى من مسؤول في الشرعية، فقد سبقه وزراء ومسؤولون حكوميون وكذا قيادات حزبية وناشطون جميعهم تربطهم علاقة من نوع ما مع الإخوان المسلمين في حملات مرتب لها جيداً من قطر وتركيا، لكن هذه المرة لم تكن كسابقاتها، فالرجل يتربع على قمة هرم إعلام الجيش الوطني اليمني ومن قناة اليمن الفضائية "الرسمية" التي تبث برامجها من قلب العاصمة السعودية الرياض.

أعقب التوجيه الرئاسي بيان حكومي رسمي نشر على وسائل الإعلام الرسمية لم يكن الأبرز فيه التأكيد على تقدير اليمنيين للمواقف الصادقة لدول التحالف ودعمهم المستمر في شتى المجالات (مع أنه لا يوجد ما استجد يستدعي إصدار البيان سوى تصريحات خصروف) ولكن "غير المتوقع" أن يحمل رفضاً لما يقوم به علي سالم الحريزي في محافظة المهرة، ولن تصمت عنه الأجهزة الأمنية، مع أنه ظل يسرح ويمرح طوال الفترة الماضية بتأييد من قيادات محسوبة على الشرعية!!

قد يكون مجرد بيان استرضاء من أظهرت امتعاضها من المجاهرة في عداوة التحالف وشن حملات إعلامية على أبرز دوله وهي دولة الإمارات من داخل عاصمة القرار الرياض وفي ذلك شبهات الدفع بتلك الأبواق.

لكن أن يتبع هذا البيان بأيام إقالة قائد المنطقة العسكرية الثالثة بمحافظة مأرب "عقر دار الإخوان" وتعيين أحد قادة ألوية الحماية الرئاسية من أبناء ردفان في هذا المنصب، كما تفيد الأنباء الواردة حتى الآن- فهذا ما يسترعي الوقوف عنده طويلاً.

فقد يكون فاتحة لمرحلة جديدة إن تبعته قرارات وإجراءات على السياق نفسه، لتوطيد العلاقة مع التحالف من جهة وتجفيف مستنقع الإخوان الذي تتخذ منه بعوضهم منطلقاً لهجماتها "المزعجة" من جهة أخرى.