عادل البرطي

عادل البرطي

تابعنى على

المتسولون

Friday 26 July 2019 الساعة 05:08 pm

منذ نعومة أظفارنا وجيوبنا لم تسلم الابتزاز والاعتداء عليها من قبل جماعة الإرهاب المتأسلم..

أذكر وأنا ما زلت طالباً بالإعدادية وصندوق الجمع لأفغانستان يفقدني الوجبة الوحيدة التي كنت أتناولها في فترة الفسحة، ذلك أن مدرس التربية الإسلامية أيامها ومدير المدرسة كانا عضوين بارزين في تنظيم الإخوان، وكانا يمرران بين صفوف الطلبة ذاك الصندوق الداعي للتبرع للمجاهدين الأفغان، عندها كان ما من بد إلا أن نتبرع بمصروفنا الشحيح أصلا حتى نتجنب الرسوب، كون من لا يتبرع كافر وشوعي وملحد.

ثم أتت الوحدة لينزاح ذاك الكئيب عن عاتق طلابنا وليأتي مجسم القدس الأكثر شحاتة، والأكثر انتشاراً، حيث خرج عن أسوار المدرسة ليستقر بقرب حصالة كل بقالة وكشك وحتى محل حلاق، وهذا التسول الجديد بمجسم القدس كان له الفضل في تكوين امبراطوريات مالية ضخمة وصلت إلى حد أن يكون خيرت الشاطر من أوائل أغنياء العالم بل وحوالى عشرة من قادة تنظيم حماس الإخواني يعتبرون الأغنى على مستوى الشرق الأوسط، ناهيك عن امبراطوريات المال في الداخل اليمني من مكتبة الجيل الجديد إلى شبكات سبأفون إلى البنك الاسلامي إلى جامعة الايمان وإلى جامعة العلوم والتكنولوجيا ومشفاها... إلى ما لا نهاية من امبراطوريات المال التي سلبت عن طريق السحت من جيوب أطفال وعجائز اليمن.

لنترك فرش الشماغات على أبواب المساجد وكذا مشاريع الوهم بكسوة يتيم أو أضحية فقير أو... أو... كل تلك الأساليب للسحت و(السرقة) كتوصيف قانوني لها، ولنأتي على آخر أساليب الشحت المعمول بها حاليا في تعز والتي بعضها يتم أو يحاول أن تكون إجبارية..

سحت إجباري هو ما يتم ممارسته من قبل المقر المدنس في تعز تحت لافتة الجرحى، وهي لافتة فضفاضة تستخدم ليس فقط للشحتة باسم بعض المقاومين من قبل مجموعة من المنتفعين واللصوص أحيانا دون وجه حق، فمثلا عمروس الصمدي لم يكن جريح معركة أبدا ولم يشارك في مواجهة ما ومن 2011م وهو يمارس الابتزاز المالي والأخلاقي باسم الجرحى حتى اتخم مع مجموعته المنتمين للتنظيم الاخونجي، بينما الجرحى وخصوصا في جرحى الهند يتركون في صالات المساجد يتوسلون اللقمة ثم يأتي المقر ومرتزقته ويطالبون أن تخصم من رواتبنا بدون مسوغ قانوني لنزيد من تخمة أولئك اللصوص باسم الجرحى.

الآخر لص قام بسرقة سيارة إسعاف مستشفى الثورة ثم يقوم ببيعها والآن يعود مع مجموعته ومرتزقة المقر ليسرقوا المستشفى بكله وليكون من ضمن ما يخططون له قتل من يعارضهم، ولعل استشهاد المناضلة عائدة العبسي بعملية قتل أسموها عملية جراحية خير دليل، بل هو تأكيد على أن هؤلاء قتلة ومصاصو دماء.

المقر المدنس لا تقف حيله عند السحت والتسول فقد ابتكروا طريقة جديدة أيضا، وتعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه إحداها، حيث يقوم مدير موقع تابع للإخوان (شبكة حيفان برس) باستعطاف المضافين في قائمة موقعه للسحت والابتزاز بطريقة سمجة ومقززة، وكل هذا لا يهم حتى وإن أهدروا كرامتهم ما داموا يشحتون لأجل المقر فإن هذا وفق تصورهم عمل لا يقل عن الجهاد، كما يزعمون.

إلى هؤلاء من مرتزقة قطر واردوغان،
إلى عبيد الهضبة وتعليمات حرم السفير،
إلى بائعي ضمائرهم إرضاءً لتنظيم إرهابي دولي، 
إلى احذية المقر المدنس، 
تسرقون وتقتلون وتنهبون وتسترزقون وتتوسلون من هذا الشعب وهو ساكت لكم..
ألا تستحون وتخففون من التجارة بدماء أبنائه؟!

وللوطن البقاء...