سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

عن أيام الحزن الوطني في الجنوب...

Saturday 03 August 2019 الساعة 07:12 pm

يوم استشهاد القائد منير ورفاقه يشبه أياماً جنوبية كثيرة بالغة الحزن شديدة الألم منذ أزمة وحدة العام 90 واغتيال الكوادر الجنوبية والقيادات مروراً بهزيمة 7 يوليو وما تلاها من تصفيات.

حتى الوصول لمرحلة انقسام كتلة الحكم في صنعاء في ألفين وأحد عشر، وتسارع عمليات التصفية وعمليات الاغتيال ودخول المفخخات والانتحاريين والانغماسيين للمشهد..

إلى غزوة ألفين وخمسة عشر والحرب ثم تحرير عدن حتى وصلنا ليوم الخميس الدامي...

يوم الخميس يشبه يوم الشهيد منير اليافعي أبو اليمامة ورفاقه، يشبه يوم جعفر محمد سعد ورفاقه، ويوم علي ناصر هادي ورفاقه سالم قطن و... و... و... أسماء كثيرة.

وإن كان من كلمة للجنوب والجنوبيين فنقول لا تهنوا ولا تحزنوا ولا تنكسروا أبداً أنتم في يوم الشهيد منير ورفاقه أفضل منكم في يوم علي ناصر هادي وجعفر وسالم قطن ومن سبقوهم منذ عرفنا صنعاء ونهج الدم والاغتيال والجماعات السرية الباطنية التي تحكمها وتتحكم برعاياها بها ومنها..

لا يدفعكم أيها الجنوبيون هذا الغضب الحزين للطريق التي يرسمها العدو لكم فيستهلك طاقتكم في خدمة أهدافه ويغطي أعينكم عنه وعن معاقبته بما يجعله يتألم لا بما يفرحه ويسعده ويغطي جريمته ويبعد عنها الأنظار..

العدو الذي تبنى قتل الشهيد أبو اليمامة ورفاقه هو الحوثي نعم، لكن الحوثي تبنى ما سعى له تنظيم الإخوان منذ أكثر من ثلاث سنوات، وعمل عليه ليل نهار، وحرض وطالب به، وعندما حدث هلل وكبر وفرح وشمت وتوعد بذات المصير لكل خارج عن قانونه ونظامه الداخلي والخارجي..

لقد صنع الحدث الأليم قبل وقوعه وقبل تنفيذه ولا يهمنا اليوم من نفذه ومن تبناه يهمنا من صنعه ومهد له وهيأ وحرض..

يقولون تارة الحوثي تبنى وأنتم تتهمون الإخوان وشرعية الإخوان؟

نقول نعم الحوثي تبنى ما عملتم على وقوعه، وإذا كان هو المنفذ بالفعل فقد نفذ رغبتكم، وتنفيذ الحوثي وتبنيه يعني فقط أن أهدافكم واحدة وعدوكم واحد وأنتم والحوثي تخدمون ضد طرف واحد ولكل منكم مهمة..

وكون أن الحوثي نفذ ما رغبتم فيه وعملتم من أجله طيلة السنوات الثلاث الماضية ليس سراً ولا يحتاج لجنة تحقيق.. وهو يعني فقط أنكم والحوثي العدو.

تارة أخرى يقولون إن الإمارات هي من قتل أبو اليمامة الذي كان قبل استشهاده في نظرهم عميلا مرتزقا للإمارات..

نقول لهم اشكروا الإمارات إذاً، لماذا تشتمونها وهي تنفذ لكم ما سعيتم له؟

تقوم داعش أيضاً والقاعدة بتنفيذ ما ترغبون به وتهيئون له وتحرضون عليه أنتم والحوثيون معاً..

وعندما تتبنى داعش والقاعدة تنفيذ رغبتكم بالنص تشمتون ثم تقولون إن اتهامنا ظلم وعدوان..داعش والقاعدة هي عفاش أيام كان عفاش غطاءكم داعش والقاعدة هما الإمارات اليوم بعد غياب عفاش..

والحقيقة أن تنظيم الإخوان حزب الإصلاح الرشاد النهضة أنصار الله أنصار الشريعة تنظيم الدولة شيء واحد، عمل تكاملي واحد، نتائجه على الأرض واحدة، وعدوه واحد، فرح وشماتة واحدة، وحزن وألم واحد، مشاعر واحدة، خطاب شيطنة واحد لكل المختلفين...

كيف اجتمعت مشاعركم إذاً تجاه خسارات طرف واحد؟

وكيف أصبح شخص واحد عدوا وشيطانا ومرتزقا وعميلا ويستحق الموت عندكم جميعاً؟

وكيف عم الفرح عند جميعكم؟

كيف ينفذ من تزعمون أنه أعدى أعدائكم في كل مرة أشد رغباتكم المعلنة إلحاحاً؟

وتنفذون أنتم له رغباته، ففي وجهه كانت رغبته ألا تكونوا أبو فاس فكان له منكم ما اراد وفتحتم له الدروب.

وعندما كانت رغبته في تعز سحق أعدائه السلفيين اختفى أبو فاس وخرجت الدبابات تسحق عدو الحوثي وعدوكم؟

نحن لسنا بحاجة لجنة تحقيق....

نحتاج أن يبكي عدونا ويتألم.

والحرب يوم لنا ويوم آخر علينا..