فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

من قال إن الإصلاح جماعة إخوان مسلمين (2)

Wednesday 28 August 2019 الساعة 10:47 am

توفي محمد مرسي في يونيو الماضي وفاة طبيعية، فأذن مؤذنو حزب الإصلاح: إن مرسينا قد قُتل!! ناطق الحزب، ووسائل إعلام الحزب، ونشطاء الحزب في فيسبوك وتويتر، وأعضاء في الكتلة النيابية للحزب، وقيادات الحزب في تعز خاصة، ونواب وزراء ووكلاء وزارات الحزب في حكومة هادي بكوا مرسي بكاءً محرقاً، واعتبروه نبياً شهيداً، وصلوا عليه وسلموا تسليماً.. نهض كل فريق منهم بدور محدد: فريق يقيم لمرسي صلاة الغائب، وفريق يوجه رسائل العزاء والمواساة لقيادة الجماعة في مصر، وفريق يهاجم الرئيس السيسي الانقلابي، وفريق يرثي مرسي بقصيد أوجع من رثاء الخنساء.. ويدرك رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح الأستاذ الشيخ الضابط محمد اليدومي أن الخبثاء سيتخذون من هذا المهرجان المندبة دليلاً على أن حزبه جماعة إخوان مسلمين، لكن ما حاجته للرد على خبثاء وتكذيبهم، بعد أن أكد مراراً: الإصلاح ليس جماعة إخوان مسلمين؟

ويدرك حزب الإصلاح أن المتربصين يتكئون على شهادة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي صار رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح عام 1990وظل في هذا الموقع التنظيمي حتى وفاته أواخر العام 2008.. لقد ذكر رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح في الصفحات 231 إلى 252 من كتاب مذكراته (مذكرات الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر- قضايا ومواقف) إنه سمع الرئيس علي سالم البيض في لقاء رصابة الذي كان قبيل الوحدة بفترة وجيزة، يقول إن الحزب الاشتراكي سوف يفتح -بعد الوحدة- حواراً مع مختلف القوى السياسية ما عدا القوى الظلامية، وإنه كان يقصد الإخوان المسلمين، وأن البيض ظن أني مجرد حليف للاتجاه الإسلامي المتمثل بالإخوان المسلمين ليس إلا.. وكانت القوى التي انخرطت في ما بعد بالتجمع اليمني للإصلاح لا تزال داخل المؤتمر الشعبي العام، لكنها ذات طابع متميز ولها مواقف متميزة تحت اسم الإخوان المسلمين.. وقال الشيخ أيضاً: أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح في حين كان هناك فعلاً تنظيم وهو الإخوان المسلمون الذي جعلناه نواة التجمع، لديه التنظيم الدقيق والنظرة السياسية والأيديولوجية والتربية الفكرية..

نقول: لقد زعم المتربصون أن هذه العبارات التي سطرها الشيخ الأحمر دليل كافٍ على أن حزب الإصلاح جماعة إخوان مسلمين.. والحقيقة أن زعمهم مردود عليهم، لأن الشيخ الأحمر حين أملى مذكراته كان قد بلغ من العمر عتياً، وفي أحسن التقدير أنه لم يكن يتوقع أن الأمور ستتغير تجاه الإخوان المسلمين، أو ربما أن الذي كتب أمالي الشيخ حرَّف وبدَّل ودلَّس على الشيخ الأحمر في حياته.

ودعك من كلام الدكتور عبد الله النفيسي، فقد هرف بما لا يعرف عندما قال في تأليفه (الحركة الإسلامية- رؤية مستقبلية) إن جماعة الإخوان المسلمين في اليمن كان لها في أواخر الثمانينيات ممثلان اثنان في مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين الأم، وبقي كذلك حتى بعد أن صارت جماعة إخوان اليمن تسمى التجمع اليمني للإصلاح.