عبدالستار سيف الشميري

عبدالستار سيف الشميري

تابعنى على

لن ننسى ولن نسامح إرهاب الإخوان

Saturday 31 August 2019 الساعة 04:01 pm

من وحي قصة اختطافي.. ذات يوم داهمت مليشيات الإخوانج منزلي في مدينة تعز منذ أكثر من سنتين ونصف بسبعة طقومات ملثمين مدججين بالسلاح قبل إفطار أول يوم من رمضان، يبدو عليهم ملامح الإجرام، اقتحموا المنزل وأخذوني عنوة كمختطف أمام أسرتي وأبناء حارتي، أنزلوني ساحة الإعدام ما يسمى بالسائلة، صوروني وطلبوا مني الحديث الأخير قبل إطلاق الرصاص.. قلت عش عزيزاً أو مت وأنت كريم.

قالوا لن نقتلك، سوف نؤدبك بالسجن والضرب حتى تبطل تذكر الإصلاح والجيش. أخذوني إلى مخزن ممتلئ بالفئران وبه قمامة ومساحته متر في مترين بدون كهرباء، ووضعوني هناك.. كانت يومها موجة الكوليرا تجتاح تعز، وعلمت أني هالك بسبب الأوساخ والذباب والمكان ورضيت بقدري.

ولولا تدخل رجالات تعز بكل أطيافهم، اشتراكي وناصري ومؤتمر ومستقل وإعلام وقنوات وناشطين، ولولا ذلك التضامن الباذخ ما أخرجوني.

كانوا مضطرين لإخراجي لتحول قضيتي إلى رأي عام، ولا يزال أمثالي في سجونهم منهم أحياء ومنهم أموات كأيوب الصالحي وأكرم حميد أيقونات ثورة فبراير.

أستذكر هذه القصة لكي يفهم الناس طبيعة هذه الجماعة التي تدعي المدنية وهي أبشع جماعات الأرض، ومحاربتها واجب، وكل من سوف يعيننا عليها فهو صديق حميم.

إنها أسوأ من الحوثي بمراحل كثيرة وأم القاعدة والدواعش. لقد هجرت من مدينتي، كما تم تهجير أهل المدينة القديمة لاحقاً وغيرهم من الناشطين.

انتقلت إلى الخارج ثم عدن التي وجدنا فيها أنفاس الحرية والأمن، والتي نخشى عليها منهم، ولذا ندافع عنها كونها بيتنا الكبير، واليوم يطالونها بعملياتهم الإرهابية.

إنها جماعة خطف لا أحتاج من أحد أن يقنعني بغير ذلك لأني كنت أحد ضحاياها وشاهد عيان، وقد أخذت جزءاً من حقي بتسجيل حادثتي بالمنظمات والتقارير والإعلام، ويوم تكون هناك دولة سأقاضيهم، لكنهم يمسكون بالدولة، لذا ضاع حقي القانوني على ما تعرضت له من إيذاء.. لقد كادت والدتي تفارق الحياة أما أولادي فقد أصيبوا بالذعر ولكثرة ما شاهدوا من إعدامات جوار منزلي من قبل جماعات العنف التي كان ضحيتها جاري أحمد مقبل، حيث قتلوه بالسائلة ورموا جثته، وقام بعض الطيبين بإيصال الجثة لأهله لكل هذا ظن أهلي أني قد أعدمت أو سوف أعدم.. لذا لم نجد إلا المغادرة من تعز، وغادرنا بحماية من اللواء 35 وبتخفٍ تام.. لكنهم اكتشفوا خروجي وأطلقوا علينا وابلاً من الرصاص ونحن خارجين قبيل الفجر، ولولا فضل الله وحنكة القائد ناظم العقلاني في السرعة بالعربة، لكنا قتلنا.

لا يريدون حتى خروجنا أحياء من تعز.. لم نجد مكاناً غير الجنوب وعدن بعد رحلة تخفٍ في صبر والتربة..

سيظل الجنوب في أمن ما ابتعد وأبعد عنه الإخوان والحوثي تحت أي مسمى به يتدثرون..

إنهم كوارث العصر، ومعركتنا معهم معركة وعي كما هي معركة وجود.