عبدالرحيم الفتيح

عبدالرحيم الفتيح

تابعنى على

البرلمان.. العضو الأخير في جسد الحكومة لم تصبه تقيحات الإخوان

Sunday 15 September 2019 الساعة 09:59 am

لم يجعلوا من الحرب تجارتهم الرابحة فحسب بل عملوا على تذويب كل ما تبقى من أمل مؤسسي لقيام دولة ذات نظرة بعدية لا ترى بعين فردية مفقوءة، بل بعين حادة ومرنة في أن ترى البلد من مصير 36 مليون يمني لا من نافذة في مقر الحزب.

استثمر حزب الإصلاح الحالة المضببة للحرب لإنشاء جيشه الشخصي ومن ثم ركل الإصلاح بالسيد علي محسن إلى ملعب الحكومة ليرسم لها مخطط السقوط الكامل في هوة الهزيمة بلا قاع وبلا ثقة وبلا هوية وبلا وطن أيضاً.

على مقاساته ومسالكه الدغمائية والبرجماتية الخبيثة التي تؤطر البلد بحزب مارس الإصلاح أبشع درجات الانتهازية في وطن غرزت جماعة الحوثي خنجرها الصدئ في أحشائه فيما شقته مديّة حزب الإصلاح من الظهر.

لطخ الإصلاح كل المصطلحات الجمعية وتاجر بها بطريقة مكشوفة وفاضحة تجلت في المحافظات الخاضعة لسيطرته دون تقدم يُذكر بركاكة ومهادنة يتصرف بها الحزب في جبهاته العسكرية الملتبسة مع جماعة الحوثي.

يقف الإصلاح في مساحات اللا وطنية ومن هناك يسدد إصبع الاتهام لكل القابعين في المساحات المقابلة، وهكذا نتعامل مع لا وطنية الإصلاح كما لو أنها أمر اعتيادي، فيما ما يجدر بنا فعله هو ركل هذا الحزب المتخاذل بعيداً كي تتسنى لنا فرص حياكة وطن دون عثرات مُبيّتة.

وحده البرلمان لكونه حديث الولادة وأتى بعد انقشاع طبقات الضباب المريب الذي حقن به الإصلاح جسد الوطن مطيلاً أمد الحرب، وحده أي البرلمان لم تصل إليه خمشات أظافر حزب الإصلاح المطمية بالحقد في فترات تكوينه ولم تتعرض تركيبته الوطنية للاتساخ الإخواني، لهذا السبب يحاول الإصلاح دفنه الآن عبر سيل دافق ونتن من الحملات الإعلامية الموجهة، الحملات التي لن تصيب سلطان البركاني فحسب بل يُراد منها إصابة آخر عضو في جسد الحكومة لم يصبه بعد جذام الحرب وتقيحات حزب الإصلاح.

من صنعاء حزم سلطان البركاني حقائبه وأمله مغادراً أرض الوطن حين كان الانقلاب الحوثي في مهده، وحين كانت قيادات حزب الإصلاح القبلية وقيادات أخرى من بقية الأحزاب تنتظر ما ستؤول إليه إرادة وشفقة الحوثي حول مصيرهم كما لو أنه تماماً مصير وطن وشعب بكامله، قبل أن يلقي البركاني وداعه الأخير لم يحشِ حنجرته بالصمت بل لفظ أول تحذيراته من خطر مليشيا الحوثي المغدق والمحدق، وغادر كي يبقي في نفسه ما احتفظ به من تجربة وطنية أولاً، ولأنه دون قبيلة تغلفه بأقفاص الحماية كقيادات حزب الإصلاح.

يساوم الإصلاح الآن بين الإبقاء على علي محسن والبركاني معاً أو عزلهما معاً لهذا نشّط جبهاته الإعلامية على الضد من سلطان البركاني.

بهذه الطريقة الرديئة والخيارات السيئة يتلاعب الإصلاح ببنية الحكومة منذ خمسة أعوام خلت، وكان خياره الأول إما نحن أو جماعة الحوثي، وهكذا ذوّب الحكومة في بركته الرملية ليظهرها كما لو أنها منبر إعلامي ناطق باسم حزب، تعلق على الأحداث لا تصنعها، وعلى الطريقة ذاتها وبالخيار عينه يحاول الإصلاح الآن طلاء ميكرفون مجلس النواب متعدد الألوان والأطياف والأصوات بصوت واحد ولون واحد، لون الإصلاح المتقلب والمخاتل واللا مسؤول...فهل سيستسلم البركاني لهذه الهجمات كما فعلها هادي من قبله رامياً مصير بلد في أتون النزاعات الحزبية التي يوقدها حزب الإصلاح حارفاً التوجه المشترك لكل ألوان الطيف التي توحدت نحو مصير مشترك وقضية خلاص موحدة، كان سلطان البركاني أول من أعلنها ودعا إليها مع أول انتشار خبيث لورم الانقلاب!!