محمد أنعم

محمد أنعم

تابعنى على

تخليص اليمن من نكبة 21 سبتمبر أولوية

Friday 20 September 2019 الساعة 07:49 pm

خمس سنوات عجاف مضت.. خمس سنوات وهمج الحوثة يعيثون في الأرض الفساد.. خمس سنوات من نزيف الدماء وإهلاك للحرث والنسل ونهب المرتبات والإيرادات والحقوق الخاصة.. خمس سنوات من قتل الأبرياء وتفجير المساجد ومدارس تحفيظ القرآن والمنازل.. خمس سنوات من الإرهاب والاعتقالات والاختطافات والإقصاءات وتكميم الأفواه والممارسات العنصرية السلالية القبيحة.. خمس سنوات من التصفيات للخصوم السياسيين وأصحاب الفكر.. ومن الجوع والفقر والأمراض و... و... الخ.

هذه هي بعض كوارث النكبة الفظيعة التي تعرض لها الشعب اليمني يوم 21 سبتمبر عام 2014م، عندما اجتاحت ميليشيات الحوثي العاصمة صنعاء واستولت على مؤسسات الدولة، بسبب هيكلة الجيش والأمن والتي جرت بشكل كامل خلال عام 2012م، وتم تغيير كل القيادات التي كانت على رأس هاتين المؤسستين الوطنيتين بدعوى (الجيش العائلي).

كان لا بد من الإشارة لهذه الحقيقة ليس لنغر الجروح ولكن لتوضيح الحقائق التي يحاول البعض التنصل منها وعدم الاعتراف بفشله وتحمله المسؤولية باتهام المؤتمر زوراً وباطلاً بالمشاركة في انقلاب 21 سبتمبر، برغم أن الحوثة ظلوا يحكمون البلاد منفردين حتى دخل المؤتمر في اتفاق شراكة مع الحوثة وليس تحالفا في يوليو 2016م.

اليوم المطلوب من المكونات السياسية المدافعة عن الجمهورية الاتعاظ من أخطاء الماضي وأن لا يتم نقل خلافات حوارات اتفاق السلم والشراكة إلى داخل صفوف الشرعية، وضرورة إجراء إصلاحات داخل الشرعية، لأن الإصرار على إقصاء المؤتمر بدعوى التخلص من عناصر النظام السابق، جلبت الحوثة الذين أقصوا بوحشية الجميع: الإصلاح والاشتراكي والناصريين... وغيرهم، ولم يكتفوا بذلك، بل أحرقوا البلاد بحروبهم العبثية، وتركوا الإيرانيين يمارسون الانتقام ويصفون الجيش اليمني بوحشية وكل ذلك ليحكموا قبضتهم على البلاد، لأنه لم تعد هناك قوات شرعية قادرة على مواجهتهم.

وما يجب أن يدركه الجميع هو أنه لا يمكن أن يتخلص الشعب اليمني من نكبة 21 سبتمبر إلا بإصلاح الشرعية واستيعاب جميع القوى وتوحيدها لخوض هذه المعركة الوطنية، فالمرحلة مرحلة نضال لاستعادة الجمهورية ومؤسسات الدولة المختطفة وليست مرحلة تقاسم المناصب والإقصاءات وتوجيه اتهامات الخيانة والتآمر لبعضنا البعض ونحن في مترس واحد.

إن عوامل النصر على الكهنة متوفرة، داخليا وخارجيا.. يكفي أن العالم يرفض الاعتراف بسلطة الحوثة رغم مرور هذه السنوات، كما لم يستطيعوا أن يجدوا لهم حاضنة شعبية.. إضافة إلى ذلك أن كل المكونات تقف ضدهم، إذا المشكلة تكمن في الشرعية التي لم تستغل الدعم والمساندة الخارجية لها وخصوصاً من دول التحالف لحسم المعركة ضد الانقلابيين، لأن هناك من يغلبون المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية..

إن النضال الوطني ضد المليشيات الحوثية مسؤولية وطنية ودينية يتحملها كل اليمنيين وليس حكرا على الشرعية، ولهذا فإن تصنيف البنادق الموجهة ضد الحوثي تصنيفاً حزبياً مصلحيا لا يخدم الوطن ولا الشرعية على الإطلاق.. فما بالنا عندما توجه تهمة الخيانة والملشنة على من يقفون في الخطوط الأمامية مواجهين لمليشيات الحوثي..

إن نكبة 21 سبتمبر تطحن اليمن ودول المنطقة للعام الخامس ليس لأن الحوثة يمتلكون وسائل القوة، ولكن بسبب ضعف أدوات المواجهة، لهذا فإصلاح الشرعية ضرورة وطنية تتطلبها طبيعة المعركة والمرحلة ولوقف تدحرج هذه الكارثة قبل أن تحرق الأخضر واليابس في البلاد..

أولم تكف بعد المآسي التي حلت ببلادنا وشعبنا لأن يدرك الجميع أن الممارسات الإقصائية أسقطت بالأمس العاصمة صنعاء بيد عصابة الحوثي.. ونفس هذه الممارسات اليوم هي السبب وراء عدم حسم المعركة ضد المليشيات.

المتغيرات متسارعة في الداخل والخارج ولا بد أن يقتنع الجميع أن الأولوية الآن هي لمعركة استعادة العاصمة صنعاء، وبعدها لكل حادث حديث..