لطفي نعمان

لطفي نعمان

تابعنى على

الوصايا السبع للمبعوث الأممي.. اليمن المُنتَظر

Monday 23 September 2019 الساعة 09:15 am

السيد مارتن غريفيثس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن.. تنعمُ كل دولة من دول التحالف العربي وغير العربي أيضاً بمتضامن يمني حصري، ولله الحمد، بقدر لا يحظى اليمن نفسه به، حتى بدا كأنه وطن لا يحبه أبناؤه، عدا مواطنين "أبرياء" لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع الدائر والجائر!

وتُعَدُ أنت ممن يستحقون التضامن أيضاً، ولن أقول: إنني أكاد أكون المتضامن الوحيد معك، ومع كل المبعوثين إلى اليمن، دون غرض أو غاية خاصة، إنما تقديراً لجسامة مهمتكم، وإشفاقاً عليكم من حدة الانتقادات التي واجهتموها وتواجهونها، وستظلون تواجهونها حتى تنتهي حرب اليمن.. تبعاً لما تفرضه عليكم وظيفتكم الدبلوماسية الدولية من اضطلاع بجهود جبارة تحقيقاً لأهداف منظمتكم وما تبدون من تضامن صادق مع كل الحالات الإنسانية وتفاعل جاد مع الآراء السياسية الخلاقة، وتفهم واعٍ لظروف الأطراف السياسية المتنازعة ومدى تأثير كل القوى على الأرض.

وكذا تنديدكم الإنساني والسياسي بما يمكنكم التنديد به من جرائم حرب تصيب "مواطني" الجمهورية اليمنية، واستنكاركم على الدوام لكل الهجمات على مصالح المملكة العربية السعودية، تكون في مجملها من أسباب عدم التوصل وأيضا التوصل إلى تسوية تجنب اليمن والمنطقة مزيداً من الدماء والدمار والأضرار.

وبسبب مواقفكم وتصريحاتكم قيل عنكم كمبعوثين أمميين ما جعلك تُعبِرُ عن ألمك مما يقال جهلاً بطبيعة وظيفتكم ووساطتكم بين الأطراف جميعاً.. وستظل الأقاويل والادعاءات تطالكم طالما لا ترضى عنكم كل الأطراف –وأبواقها الإعلامية- حتى تتبعونها جميعاً في آن واحد. فتغضب عليكم صنعاء إذا شكرتم الرياض والتحالف والشرعية.
وتغضب عليكم الشرعية والرياض والتحالف إذا تقاربتم مع من بصنعاء.

وإذا بـ"رضَا هذا يُهَيِّجُ سُخْطَ ذاك" والحرب تبقى على ما تشهده عيناك!

السيد المبعوث:
مقالك المنشور بصحيفة نيويورك تايمز "سر حرب اليمن، يمكننا إنهاؤه" تزامناً وتقديم إحاطتك لمجلس الأمن الدولي 16 سبتمبر – أيلول 2019م يستحق التقدير، لما تضمنه من عناصر أو "وصايا سبع" تقابل بعددها "الخطايا السبع" التي تصبغ أطراف الصراع اليمني "اليمننة".

غاية مقالك وغايتنا فعلاً الوصول إلى تسوية شاملة تترجم وصاياك إلى واقع عملي ملموس من حيث "احتكار السلطات لا الميليشيات للسلاح، تَشارُك القوى السياسية في خدمة المجتمع لا خدمة أحزابهم، تأمين الجيران، حماية الحدود والمصالح المشتركة، القضاء على الإرهاب، ضمان عون الجيران لإعمار اليمن، تقرير المستقبل بيد كوادر وطنية وكفاءات مقتدرة متحررة من النزاع وأحقاده" تحترم الدستور والقوانين، وتلتزم الاتفاقيات، وتعيد رونق الديمقراطية المفقودة بسبب الحرب، ويمكن توصيفهم باليمنيين الجدد الذين يبنون اليمن الجديد.
إن لم يشغل الجميع عن بناء هذا "اليمن المُنتَظَر" انفجار حرب شرق أوسطية ينتظرها بعض المتحمسين، وأنذرتنا منها مقالتك، عندما أعربت عن مخافتك عواقب المساس بمصالح دولية مشتركة، قد تغضب قيمة الأطراف الوكيلة نظراً لحضور الأطراف الأصيلة في حرب إقليمية اتخذت اليمن مؤقتاً ميدان حرب بالوكالة.

السيد المبعوث:
باعتباري مواطناً يمنياً متضرراً من الحرب، إذ أعرب عن تقديري لجهودك وجهود سابقيك من الموظفين الدوليين، في سبيل إحلال السلام في اليمن، فإنني بذات الوقت أعلن رفضاً جماعياً لاستمرار هذه الحرب واتساع نطاقها بين أقطار المنطقة إذ يكفي آثار ما حل باليمن وغيره من دول العسكريتاريا، أعلنه موقناً بأنه لن يؤثر على الأطراف المستفيدة منها ذوي السر الصغير Little secret من يُعلون مصالحهم على مصلحة اليمن وأمن المنطقة، فلا يكترثون للأرقام المهولة والصور المفجعة عن حالات المجاعة والأمراض والأوبئة والدمار، ولا استجابوا لنداءات السلام المتكررة عبر كل إحاطة وتصريح ومقال لا يعجب هذا المقام أو ذاك.

ونؤيد كل خطوات السلام ومشاوراته، وما ذهبتَ إليه في مقالتك ووصاياك، وإن كان التأييد كالرفض والإحاطات الرسمية أيضاً وإحاطة المسئولين المختصين بالشؤون الإنسانية لا يُغير أو يُعدل الموقف لصالح الذهاب فوراً إلى إنجاز التسوية السياسية:

الشبرُ في عُرفِ السياسة فرسخٌ واليوم في فلكِ السياسة جيلُ

وعهدُك قريبٌ جداً بعدم تنفيذ اتفاقيات وتفاهمات استوكهولم منذ 9 شهور لم تلد بعد ما يرضي الجميع لتفاوت تقديرات كل طرف على حدة!

تجارة الحرب، يا سيد غريفيثس، أكثر جدوى من تجارة السلام.. تطول أيامه وتنكشف أسراره وخطاياه.

والخطايا السبع وقد تملكت الخطائين غير التوابين بعد، لن تقلل عددها وصاياك السبع بشكل سريع وراهن وفوري يجلب لنا اليمن المُنتَظَر "قبل أن يرتد إليك طرفك".. لكن المتضامنين معك، من نساء ورجال وشيب وشبان، من أجل السلام لليمن، يرحبون بهذه الوصايا، لا لصدورها عنك كمبعوث دولي بريطاني الجنسية، تحظى بدعم غير مسبوق يشكك أنصار نظرية المؤامرة في نواياك ونوايا بلدك الصديق (...)، ونوايا منظمتك الأممية المأخوذ عليها سلبيتها مع القلق المفرط.. يرحبون بها كونها خارطة طريق إلى المبتغى الحقيقي وهو السلام لليمن المُنتَظَر.

وكُن مطمئناً إلى أن اليمنيين "الأبرياء" بوسعهم الصبر وانتظار كل مُنتَظَر من خيرات السلام الآتي في أوانه، طالما أتاهم ما كان غير مُنتَظَر من شرور الحرب المنتهي زمانه.. حتماً.