أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

مشاكل نبيل الصوفي!

Thursday 26 September 2019 الساعة 10:37 am

 

يكتب نبيل الصوفي عن سجال الأعلام والشعارات، خالصاً للنتيجة اليومية في كل محاولاته ومحاوراته "معالجة المشكلات لا استثمارها"، قبل أن يحصل الشتامون على حصة جديدة للاستثمار في الشتائم والسخف. ولحسن الحظ أنني لن أقرأ المزيد منها طالما أحافظ على برنامج الحياة من دون فيس.

هذا النقاش الذي يحيكه الرجل في مقارباته (مقالته الأخيرة في نيوزيمن عن صراع الأعلام هي مثال جيد على ذلك) يتطرق إلى العمق، ويفكِّك الكتل الصلبة، ويتيح ثغرة للتواصل بين أضداد تخشى على أوهامها الكبيرة من حصة نقاش أدواته اللغة والفهم.

نبيل الصوفي يكتب:  هزلية صراع “الأعلام

هناك من يجتهد مع نفسه كثيراً لإقناعها بأنَّ هذا الطريق الممهد والسالك تماماً، بل والمجدي، هو مشكلة كبيرة، ويؤدي إلى الكفر (ربما على أقل تقدير). ليس لأنه كذلك بالفعل، بل لأنه ليس كذلك على الإطلاق.

وهذه مشكلة أخرى بحد ذاتها، أن يتصالح مع فكرة التعاطي بموضوعية مع نبيل الصوفي. تحتاج تسوية كهذه مع النفس إلى شجاعة واستقلالية لا يتوافر عليها القطيع من الشتامين والحزبيين والمعقورين أيديولوجيا. لهذا ينهزم بكل سهولة ويتصدى بالشتائم والسباب.

حتى الشتائم المقذعة والمُسِفة قد لا تمثل موقفاً بحد ذاتها بقدر ما تمثل مهرباً من فخ الموضوعية الذي ينصبه له الكاتب في الطرف الآخر. العقلانية ورطة ثمينة يفضل البعض العيش على هامشها والاستعاضة عن المحتوى بالنزق الثوري أو السفه الأيديولوجي أو خبرة العمل ضمن قطيع.

هؤلاء الذين يناصبون نبيل العداء والكثير من الإسفاف؛ ليس لأنهم غير مقتنعين بوجاهة طرحه وسعة حيلته في استدراج العقلاء إلى وليمة حوار. بل، وعلى العكس من ذلك، لأنَّ المعظم في قرارة نفسه سيحدث نفسه "تباً، لقد أقنعني هذا المحتال"، قبل أن يسترسل مع نفسه "وليكن.. لست مقتنعاً".

الشتائم تعبير عن هزائم. هزائم داخلية في أخذ الموقف من الآخر. الآخر الذي لا يدع لك مجالاً لتشتمه وهو يبذل الحيلة للوصول إلى عقلك المفكر. ويفلح بالفعل، كما أنك تفلح في إدراك ذلك. لكنك لا تفلح، في التصالح مع ذاتك وليس معه بالضرورة، حينما تقرر بالنتيجة أن ترد بالشتائم وتزيح عن كاهلك هَمَّ الموضوعية والإقرار بنجاعة التفكير خارج الكهف.

سجال يمنيي الكهف، أو الفيسبوك وتويتر، حول الشمال والجنوب والوحدة والانفصال، هو نوع من المخدرات اللعينة ورخيصة الثمن وأجازتها بكثرة هيئة المواصفات الدينية والحزبية ومطابخ الذباب الإليكتروني.

وانحطاط تاريخي لا مزيد عليه أن تقام معارك حول الأعلام بينما الثورة والجمهورية والعاصمة في سرداب إمامي.

في صنعاء... شمالاً.. تكمن المشكلة والحل. ولأن الأمر كذلك، يهربون من مواجهة الحقيقة الموضوعية (كما يهرب الشتامون للسباب والشتائم) إلى تسعير معارك خارج السياق، من قبيل الوحدة وباتجاه الجنوب. بدلاً من استدعاء الجنوب إلى صنعاء رفقة تحرير ومصير.

معالجة المشاكل لا استثمارها: مقاربة علاجية في العمق، لكن من يقنع القِرَب المثقوبة أن تحفظ الدروس وتحتفظ بالعبر؟

المجد لليمن الجمهوري.