عبدالسلام القيسي

عبدالسلام القيسي

تابعنى على

هؤلاء يشتاقون لعلي عبدالله صالح

Friday 03 December 2021 الساعة 08:42 am

الجميع يشتاق لعلي عبدالله صالح، الغني الذي صار فقيراً، الفقير الذي تحول إلى معدم والشيخ الذي أصبح مهاناً مذلاً، ورجل الأعمال الذي فقد أعماله، والوزير الذي بلا وزارة والضابط الذي بلا كرامة، والموظف الذي بلا راتب، والصحفي الذي بلا حرية، الجميع.

هادي يشتاق لعلي عبدالله صالح، يشتاق له علي محسن وحميد الأحمر وألف ألف حاكم وشيخ ومسؤول وفار من الرياض إلى الدوحة إلى القاهرة إلى تركيا إلى كل دول العالم، كلهم.  

الخليج يشتاق لصالح، العروبة تشتاق له، والعالم كله يبكي رحيله، البحران الأحمر والعربي وباب المندب والسماء والأرض.

كان الجيران والأشقاء والعالم يعتقدون أن اليمن، كل أبناء اليمن، نسخة عن علي عبدالله صالح، شجعان كشجاعته، أصحاب موقف كهو، وكرامة، وعز، وسؤدد، ولكن هذه الحرب كشفت الحقيقة أنهم لا شيء.

 كان الناس يهابون اليمن لمعرفتهم صالح وأدركوا أن صالح خدعهم لسنوات، فكيف خدعهم؟ أوهمهم بكاريزميته أنها كاريزما الشعب كله.

الطلقاء يشتاقون لعلي عبدالله صالح، والسجناء يشتاقون له، الساحات والميادين والستين والسبعين، والأحزاب، وصناديق الاقتراع، وبقية الدعايات الانتخابية على جدران الزمن المنصرم تشتاق له، وكل شيء.

يشتاق لك الطلاب يا صالح والمعلمون والمدارس والجامعات والريال اليمني والبر والبحر، ومدينة تعز المحاصرة تشتاق لعلي عبدالله صالح، والمنازل المهدمة، وأسر القتلى والجرحى، والذين يحلمون الآن بكسرة خبز.

أعداؤك يا صالح يشتاقون لك قبل أصحابك، المنفي يشتاق لك ليعود إلى بلده، وأصحاب المعالي يشتاقون للقوة التي فقدوها والضعفاء يشتاقون للحق الذي ضاع من بعدك والأقوياء وكل أصناف التكوين الإنساني، كلهم، وكلهم، شعب وشعوب، وجيران وأشقاء يقولون بحسرة: سلام الله عليك يا عفاش.

توكل كرمان تشتاق لك، تشتاق لك القنوات الفضائية خارج البلد، والأقلام البيضاء والسوداء والصفراء، والذين إلى اللحظة يكابرون بعداوتك يشتاقون لك ولسان حالهم: نعيش أعداء لصالح وبظله من أن نعيش أصدقاء لعبدالملك أو هادي أو محسن ....وو.. الخ.

لسان حال السعودية: عداوة صالح أشرف للمملكة من صداقة نزلاء الفنادق.

لسان حال الإصلاح: ليتني كنت نسياً منسياً.

الطرقات تشتاق لعلي عبدالله صالح، أعمدة الإنارة تشتاق لعلي عبدالله صالح، والأعياد الوطنية، والمهرة إلى صعدة، والمناهج الدراسية وعمال سلاح المهندسين وبلحاف وصافر وإذاعة تعز وصنعاء وواحة اليوم تشتاق لواحة الأمس والجامعة العربية، والله.

ثلاثون مليون يمني وأنا أولهم، نشتاق لعلي عبدالله صالح، وأكثر من نصف مليار عربي وأرتيريا، وأثيوبيا، ومصر.

علي عبدالله صالح أنهى أول نزاع بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة بطرقه السلمية، علي عبدالله صالح بنى لارتيريا القصر الرئاسي، وأهدى إثيوبيا الموكب الرئاسي المدرع، وتشتاق له فلسطين، وغزة والمدارس التي بناها في الضفة وفي القطاع.

لأختصر المسافة: الدنيا تشتاقك يا صالح والحرب يا صاحب القرار الخرافي تشتاقك.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك