خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

صراع اليمن والمسار الإيراني الجديد

Monday 07 February 2022 الساعة 08:14 am

في العصف الذهني فقط يوجد ماذا لو؟، أما في السياسة توجد وقائع ومعطيات ملموسة وفي ضوئها يُتخذ القرار.  

الحوثي أدخل صراع اليمن مساراً جديداً زلقاً، وأكثر انحدارا صوب الهاوية بقيامه بتبادل الأدوار لخلط الأوراق، مع مليشيات تشبهه في أكثر من منطقة، وجعل الإمارات والسعودية والمصالح الدولية، مسرحاً لتلقي الضربات الصاروخية من العراق واليمن. وغداً من البحرين ولبنان، وبعد غد ملشنة المنطقة الشرقية. 

كل هذا التصعيد غير المسبوق، يضع المتداخلين الدوليين في ملف الصراع أمام استحقاقات غير قابلة للإرجاء:

إما ردم بؤرة المليشيات متعددة المنصات، وإما حرباً طويلة الأمد.

 وفي الحالتين إيران على رأس القائمة، فجميع المليشيات تفريعات وطهران المصب، جميعهم أذرع تحت السيطرة، وإيران غرفة العمليات والعقل المدبر. 

من قبل كل أطراف الحرب على قصف المدن أن تتوقف.

*   *   *

بتكليف إيران لبعض مقاوليها المذهبيين بقصف الإمارات، تتحول العراق من ملتقى لخلق تقارب إيراني سعودي، وتغيير سياساتها باتجاه الانفتاح على محيطها العربي، إلى طرف في صراع إقليمي. 

حتى وإن حاول الحوثي أكل الثوم بفم مليشيات العراق، فإن أسنانه وحدها من ستُقلع.

*  *  *

زعيم داعش الذي تم تصفيته في سورية، كان يسمي نفسه ب"القرشي" تأكيدًا لانتمائه لبيت النبوة، التي تمنحه حق السلطة.

 وكذلك يفعل الحوثي بفرض نفسه لا بالكفاءة وصندوق الانتخابات، بل بالسلالة والنسب وشجرة العائلة ووهم نقاوة الدم وخرافة تفوق العنصر. 

تنظيم داعش يرى كل من ليس منه كافراً، ويرى الحوثي كل من ليس معه منافقاً يستحق القتل. 

داعش يفجر المدن والحوثي ينسف البيوت. 

داعش يُحاكم الضمير ويقتل بالشبهة، والحوثي يفعل ذلك. 

داعش يُؤْمِن بقصف المدنيين لدرء مفسدة كبرى، والحوثي يرسل الصواريخ للأحياء المدنية وخيام النازحين. 

داعش يدير حروبه من على خلفية دينية مذهبية، يرى في من سواه فئة باغية، وأن قتلاه إلى الجنة وقتلى خصومه إلى النار، والحوثي يقتل معارضيه، ويحتكر الحقيقة المطلقة لذاته، ويرى في نفسه مخولا بالحكم بفرمانات من السماء رغماً عن قبول أو رفض الناس. 

داعش أداة موت يستحضر حروب الماضي، لفرض نموذجه في الحكم بالقوة والإرهاب، والحوثي يفرز المجتمع على أساس المذهب، واصطفافات حروب التاريخ، لشرعنة حكمه وتأبيد سيطرته واستباحة دم الخصوم. 

الخلاصة:

تستطيع أن ترى داعش في الحوثي، وترى الحوثي نسخة من داعش طبق الأصل.

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك