حسين الوادعي

حسين الوادعي

تابعنى على

"الانتحار" وتحويل الضحية إلى مجرم!!

Wednesday 09 February 2022 الساعة 07:45 pm

انتحر شاب يمني يدرس في سنته الجامعية الأولى وانشغل رواد السوشيال ميديا بالكتابة عنه.

ولو نجا الشاب من عملية الانتحار لكان كررها مرة أخرى بسبب عشوائية وبلاهة وتنمر أغلب تلك الكتابات.

منهم من كرر إسطوانة أن سبب الانتحار ضعف الإيمان، ومنهم من اتهمه بالعجز والجبن، ومن هم قال إن القراءات العميقة في الفكر الأجنبي هي السبب.

والبعض تطوع ليعزو الانتحار إلى قصة حب أو فشل دراسي. 

وتحسر البعض أن الشاب لم يمت وهو يقاتل في الجبهات ليقتل غيره من الأبرياء ويموت ميتة تدعو للفخر.

وتطوع متعلمون لإدانته باعتباره مجرما ارتكب جريمة هي الانتحار سيخلد بسببها في نار جهنم.

جهل وبشاعة وبلاهة عقلية وتدهور أخلاقي يحول الضحية إلى مجرم، وينسى أن الجريمة الحقيقية هي الظروف التي تدفع شخصا إلى الانتحار، والمجرمون الحقيقيون هم كل من صادروا كل معنى للحياة في بلد تطحنه الحرب.

مثقفون كنا نظنهم كبارا يظنون أن الانتحار مجرد موضة وترف يمكن أن يحدث بسبب مشاهدة فيلم أو قراءة مقال.

جهل فاضح بمفاهيم الصحة النفسية والاضطراب النفسي والاكتئاب والمراحل التي قد تدفع شخصا ما إلى الانتحار.

حسب الإحصاءات هناك شخص ينتحر كل 40 ثانية (عالميا).. فارحمونا قليلا من "الهبد" دون فهم.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك