د. عيدروس نصر

د. عيدروس نصر

تابعنى على

الفرق بين القائد والقايد

Thursday 17 February 2022 الساعة 07:57 am

عندما اشتدت المواجهة بين جيش الحكومة المركزية الإثيوبية وقوات إقليم التيجراي وأوشكت الأخيرة أن تطوق العاصمة أديس أبابا وتحتلها، لم يلتجئ رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد (وهو الرجل الأول في الحكم والقائد الأعلى للقوات المسلحة بموجب الدستور الاتحادي الإثيوبي)، لم يلتجئ إلى البحث عمن ينقذه من الموت ولم يقل لأحد أنا في وجهك، ولم يهرب إلى الخارج باعتباره أحد أفراد أسرة دبلوماسي من الدبلوماسيين، بل رمى بربطة العنق وألقى ببدلته الأنيقة المكوية التي يقابل بها الزعماء وامتشق بندقيته وارتدى البدلة العسكرية، بلا نجوم أو سيوف ولا تيجان، ليذهب إلى الجبهة ويقف في مقدمة المقاتلين دفاعاً عن دولته وأرضه وشعبه (محقاً كان في نظرنا أم غير محقٍ).

ربما لم يكن أبي أحمد مقاتلاً محترفاً، وربما لم يطلق طلقة رصاص واحدة، لكن موقفه هذا رفع مؤشر معنويات جيشه ومنحها قوة قتالية تساوي أضعاف القوة السابقة التي كادت أن تخور في وجه شراسة الهجمة القادمة من إقليم التيجراي.

 وبمقابل هذا انهارت معنويات المهاجمين التيجراي وتراجعوا إلى الخلف وعادت إثيوبيا إلى المعالجة السلمية للأزمة مع التيجراي التي لا تخلو من تعقيدات تاريخية تعود إلى أزمنة غابرة.

لا ينتصر جيشٌ ولا شعبٌ قيادته نفذت بجلودها هاربةً من قلب المحنة، ثم عادت لتقود هذا الجيش وهذا الشعب من المنفى.

القائد الحقيقي هو الذي يقود شعبه ويقف في مقدمة المعركة، لا الذي يتقاضى مخصصات المعركة ثم يقود المواجهة مع العدو عن طريق الواتس آب.

أما القايد فهو الذي يتقن صناعة القيود وعندما يكون هذا القايد قائد جيش وشعب فإنه لا يصنع سوى القيود والمعيقات والأغلال التي تكبل حركة الشعب عن الإبداع وقدرة الجيش على مواجهة العدو وهزيمته.

وذلك هو الفرق بين القائد والقايد.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك