أسماء مصطفى

أسماء مصطفى

المواطن اليمني بين شرعية نائمة ومليشيات ظالمة

Sunday 20 February 2022 الساعة 10:04 am

بيع للوهم، وانتظار للسراب، وأمل يموت كل يوم.

هكذا حال أرباب الفساد وقيادات الشرعية حياة المواطن اليمني، الذي ينهشه الفقر وتحاصره الأسعار التي ترتفع كل أسبوع بشكل يوحي بأن هذه الارتفعات باتت وجبة أسبوعية للتجار وسما زعافا يتجرعه المواطن.

وبينما شعوب العالم تبحث عن  كماليات الحياة ما زال المواطن اليمني يبحث عن أساسياتها الضرورية من مأكل ومشرب وأمان.

 فاليمنيون جميعهم دون استثناء عدا المستفيدين من الوضع القائم يعيشون حياة مأساوية ليس لها مثيل والفرق الوحيد هو مستوى البؤس وحدته بين  المناطق التي تسيطر عليها الشرعية أو المناطق القابعة تحت سيطرة الحوثيين.

فالأولى تصرف الرواتب، وتغض الطرف عن جنون الأسعار وتدهور العملة الوطنية، مضافا إلى ذلك حالة الانفلات الأمني والاغتيالات والتردي السيئ في الخدمات كالكهرباء والماء والمشتقات النفطية، والثانية _أي سلطة الحوثيين _ قد تكون الأسعار فيها أقل بكثير من مناطق الشرعية، لكن في ظل فقر وعوز وانعدام للقدرة الشرائية جراء توقف صرف رواتب الموظفين وتحويل الإيرادات إلى مصارف وحسابات خاصة لا تدعم سوى الجبهات ولا تأبه بالمواطن، يرافق ذلك انعدام للخدمات العامة من كهرباء أو صحة وتعليم فعلي وحقيقي، بالإضافة إلى مآسي المشتقات النفطية التي تحول بسببها مواطنو المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثي إلى ساكني شوارع، إما من أجل طوابير الانتظار للبترول، أو الغاز واللذين بات الحصول عليهما دون عناء حلما من الأساطير في ظل جماعة مليشاوية وشرعية فاشلة.

كل المعاناة والمآسي التي يعيشها اليمنيون اليوم جعلتهم في وضع لا يحسدون عليه.

فلا شيء ظل متاحا لهم، حتى الحرية وحق التعبير باتت ممنوعة ومرفوضة بل ومنقرضة تماماً ولا مجال لك أن تعبر عن رأي أو تنتقد واقعا معاشا.

فالشرعية وفاسدوها يضيقون ذرعا بأي نقد، ويفتحون باب التخوين والشتائم على من يعبر بحرية عن رأيه، يشاركهم في ذلك الحوثيون، وكأنهم يريدون تحويل المجتمع إلى مطبل يمجد السوء أينما كان وبما لا يخالف توجهات تلك الأطراف، ما لم فأنت عميل ومرتزق وطابور خامس!

وضع مزر لا يخفى على أحد، ومواطن مسحوق بين الفاشلين الفاسدين وطغمة الشر والعمالة من متصدري المشهد (الحوثي والشرعية).

ورغم ذلك هناك من يعيش انفصام شخصية مريعا، وما زال يصدق أن الوطن سيرى خيراً من شرعية النوم وحوثي العمالة.

وما يبكي ويُضحك في نفس الوقت هو أن تسمع الحوثيين والشرعية مصرين على تقديم أنفسهم كمنقذين ومخلصين للوطن وحامين للشعب وهم في الحقيقة البؤس والدمار والخراب الذي حل وما زال مستمرا. 

وللأسف، سوف يستمر الوضع بل سيزداد سوءًا ما دام الشعب متقبلا لدور الضحية رافضا ان يقتلع هذا الجور الواقع عليه.

وستظل الشرعية فاقدة للقبول والاحترام أو حتى التصديق ما لم تصحح وضعها سياسيا وعسكرياً واقتصادياً وتقوم بواجبها تجاه المواطنين وتنجز تحرير الوطن من خلال إصلاح الاختلالات والاعتلالات التي تعتريها وتبعد شخصيات الفشل وهوامير الفساد المسيطرين على القرار فيها.