صلاح السقلدي

صلاح السقلدي

تابعنى على

عن فيديو الصحفي أحمد ماهر

Monday 05 September 2022 الساعة 05:50 pm

الجزم بأن  كل أو بعض هذه الاعترافات ليست صحيحة مرفوض بذات القدر الذي ترفض فيه فرضية أن كل ما قاله الرجل صحيح. 

ولكن الشيء الذي لا نتردد بإدانته هو نشر تلك الاعترافات -سواءً أكانت صحيحة أو باطلة- على وسائل التواصل قبل أن يفصل بصحتها القضاء.

فالمتهم -أي متهم- بريء حتى تثبت إدانته، كما أن سمعته وكرامته محفوظة بكل الأحوال.

  فاليوم النيابات والقضاء يعملان طوال أيام الأسبوع وتم إعادة تشكيلها وهيكلتها بتوافق سياسي كامل، وهي من يعول عليها جلاء الحقيقة إما وتبرئة الرجل وإعادة الاعتبار له، وإما الإدانة وإنفاذ القانون.

 كما أن المنظمات الحقوقية المحلية والخارجية شغالة بكثافة لا سابق لها، وبوسعها أن تساعد بكشف الحقيقة، خصوصا وأن ما ورد في تلك الاعترافات خطير للغاية، فهي تتحدث عن عمليات دامية ونشاطات مريبة، كما وتحمل فرضيتَـــي: الحقيقة والزيف.

فإذا كانت كرامات الناس خطاً أحمر فإن أرواحهم ودماءهم التي تسيل بالشوارع والبوابات هي أيضا خط أحمر، بل وخطوط الطيف كله.

 فمثلما نرفض أن تهدر الكرامة بالسجون نرفض أن تهدر الدماء وتزهق الأرواح وتمزق الأجساد المفخخات بالشوارع والحافلات والبوابات وغيرها من مواقع التوحش. 

خلاف البعض مع المجلس الانتقالي الجنوبي يجب ألّا يتجاوز إلى مربع الفجور أو يُــــنقل إلى ساحة الأمن واستهداف الاستقرار والسعي لتدمير الأجهزة الأمنية.

 فليس أسوأ ولا أفظع من وجود أجهزة أمنية ترتكب الأخطاء والإخفاقات والتجاوزات إلا غيابها تماما عن الساحة وترك الوضع للمجهول والفوضى ولسيادة قانون العصابات والإجرام، وبالتالي إحالة حياة الناس إلى جحيم، كما شاهدنا نسخة مروعة منها عامي 2015م و2016م. 

لا يجادل عاقل بأن الانتهاكات تطال الكثير من الناس في دول مستقرة ومتقدمة، فما بالنا بدولة غائبة وبحالة حرب/ حروب، وظروف مضطربة كالتي نعيشها اليوم.

 نتذكر أنه في زمن سلطة ما بعد 94 حرب وحتى 2015م وبرغم وجود شيء من الدولة والمؤسسات ووجود الاستقرار السياسي والأمني النسبي إلا أن تلك السلطات لم تكن تتورع بارتكاب الجرائم بما فيها جرائم الاعتقالات.

وكاتب هذه السطور شاهد على تلك المرحلة وتعرض لاعتقالات مريعة وتعذيب تشيب له الولدان داخل الزنازين.

نأمل ألا نرى اليوم وغدا نسخة مكررة من قبحها. 

والغريب بالأمر أن بعض الأصوات التي كانت تصفق وتبرر لتلك الانتهاكات نراها اليوم تستهجنها. 

ومع ذلك اليوم لم ولن نتردد بالتصدي لأية انتهاكات أو سلوك يتعدى على حقوق الناس وينال من كراماتهم، بذات القدر الذي نتصدى به لكل من يسترخص ويبرر إزهاق أرواح الناس ويجعل من دمائهم قربانا على مذبح السياسة أو وسيلة للتكسب المعيشي أو لتصفية حسابات وضغائن.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك