عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

تلغيم التعليم

Thursday 20 October 2022 الساعة 07:41 pm

العقلية التي قدمت معاذ الجنيد كشاعر للمسيرة القرآنية حتى صار اليوم رمزاً ثائراً في المناهج التعليمية، هي نفس العقلية التي فرضت علينا الزبيري كرمز في الكتب التي تجرع مرارتها الأجيال السابقة، دون الاعتبار لقدسية التعليم الذي من المفترض أن يكون المساس به خطاً أحمر.

بالطبع ليس هناك مقارنة بينهما، فمعاذ بدأ ذلك المراهق الذي أتعبته فتاة المدينة وهو يبحث عن رقمها في عيون الفتيات الأخريات "هدهد سليمان"، بينما بدأ الزبيري قصائده في مدح الإمام، ولكم أن تنظروا فقط قدر التجلي عند الزبيري بحب الإمامة في مطلع قصيدته المشهورة:

"نور النبوة من جبينك يلمعُ * والملك فيك إلى الرسالة ينزعُ".

الخلاصة.. إن الكائنات الدينية جذورها واحد، وأن اختلفت في مشاريعها.

وحتى تدركوا حقيقة هذا الأمر، انظروا للانتقالي الذي جاء من خلفية ثورية، لم يمس التعليم ولم يتدخل في الكتب المدرسية، برغم التضحيات وبرغم إمكانية فعل ذلك، إلا أنه يعتبر هذه الايديولوجية لا تبني أوطانا، بقدر ما تؤسس لدورة جديدة من الصراع.

الآن من يُفهم الإخوان أن ما فعلوا بحاجة لاعتذار، حتى تستطيع الأجيال القادمة محاربة الحوثي بفكر تنويري آخر، ومن يقنعهم أن الدولة العربية التي تحتضن أكبر قادة حركة الإخوان المسلمين والممولة لهم، هي نفسها التي دعمت الحوثيين في طباعة الكتاب المدرسي الجديد الملغم بالفكر السلالي الانتقامي، والذي يأتي في سبيل التجهيزات لبناء المدارس وملاحق الجامعات في الشمال بأسماء قيادية سلالية، وانتظروا جامعة أبو علي الحاكم ومدرسة عبدالخالق الحوثي وقاعة الزينبية هدى حسين.