د. أمين صادق

د. أمين صادق

تابعنى على

تعز في كل شيء

Monday 06 February 2023 الساعة 04:10 pm

في زاوية ما في وطن كبير اسمه اليمن كانت هناك بقعة جغرافية لا يمكن أن نقول عنها جبلية ولا منطقة سهلية ولا ساحلية ولا صحراوية. نعم يا عزيزي، إنها كل ما سبق، تعز قلب وزاوية جمعت في تفاصيلها تنوعا غريبا، وجمعت كل التناقضات في آن واحد.

ليس هذا فحسب المذهل في الأمر هو تنوعها البشري تجد فيها سنيا وشيعيا مدنيا وبلطجيا همجيا ومثقفا شاعرا واميا عباقرة وعلماء ولصوصا وقطاع طرق ناصريا ومؤتمريا إصلاحيا وحوثيا واشتراكيا.

هذا البلد وهذه الزاوية من الوطن تكاثرت خلال العقود الأخيرة بشكل مذهل وانتشرت في كل اليمن توجد تعز، وفي كل دول العالم تقريبا تعز حاضرة: عمال وأطباء ومهندسون ومحتالون.

تعز من بنت وهدمت من رفعت وأسقطت.. تعز في كل اليمن وفي كل شيء واي شيء.

لا يمكن أن نحصر هذه المدينة للهجة معينة او عقيدة معينة او حزب بعينه او طائفة محددة.

هذا التنوع هل يمكن ان يكون جيدا او سيئا، للاسف هذا التنوع جلب لتعز كل المشكلات والخلافات وربما جلب المشكلات لليمن اجمع.

تنوع لا يجمعه مصلحة واحدة سيكون قنبله تحرق كل شيء في طريقها.

يهدم اكثر من ان يبني سيحرق اكثر من ان يطفئ.

المشكله في تعز اعمق من هذا. تتجذر فيها العنصرية بشكل اعمق وتتوزع انتماءاتها بشكل اعمى.

اليوم ما نعيشه يوضح هذه الصورة بشكل بديهي ونحن نرى ما قام به عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح من مشاريع كبيرة فتحت بوابة العالم لليمن.. من هنا تتجلى من المنطقة الساحلية ايقونة كبيرة خطها العميد طارق صالح.

ولسبب غير معروف ولا يمكن تفسيره تعز تغلق أعينها وتنكر الجميل وكأن الامر خارج نطاق السرب الكبير. العميد طارق صالح لم يأت باسم حزب ولا اي انتماء كان مع الجميع وللجميع رغم تاريخ هذه المدينة التي هدمت الكثير ولكن هدفه كان واضحا من البداية.

هذه دلالة جلية على ان تنوع هذه المدينة لم يكن لهدف يحقق مصلحة عامة او قضية وطنية تصب في مصلحة الوطن فقط.

تنوع تعز تنوع أنتج الدمار لوطن كبير يعاني من التناقضات التي لا تقدم لهذا الوطن سوى الدمار.

التنوع جميل لكن ليس في تعز.. التنوع يقدم افكارا جديدة ويطرح حلولا لكل مشكلة قد تحدث تخرج الوطن من زوبعة التحديات الكبيرة.

تنوع إيجابي يعالج ولا يمرض مهما حدث هذا الاختلاف سيكون الهدف واحدا مصلحة الوطن أولا.

لكن هذا يمثل حلما في تعز وفي كل اليمن التي تأثرت به وتوسعت مع هذا الاختلاف هاوية كبيرة لن نخرج منها كل يفكر بمصلحة حزبية او مصلحة خاصة.

في تعز تحولت الاحلام إلى كابوس كبير امتدت تأثيراته إلى كل زاوية في وطن لم شمل اليمن لعقود.