د. ياسين سعيد نعمان

د. ياسين سعيد نعمان

تابعنى على

جزئيات كبر بها الحوثي

Sunday 17 September 2023 الساعة 03:54 pm

ملاحظة من واقع ما اسفرت عنه التطورات الناشئة عن التفاهمات التي تتم مع المليشيات الحوثية بخصوص تشغيل الموانئ التجارية، سيكون من المهم إضافة فقرة تمنع السلطات المختصة من التدخل بالضغط على التجار وملاك السفن باستخدام هذا الميناء أو ذاك، وترك ذلك لحرية التجار بناء على المصلحة التجارية، والمصلحة العامة المترتبة على استخدام أيٍّ من موانئ الجمهورية.

لقد رأينا كيف أن الحوثيين أجبروا التجار فور تشغيل ميناء الحديدة على التحول الى هذا الميناء ضاربين عرض الحائط بحرية التجارة، مستخدمين هذا الضغط كجزء من المعركة ضد ميناء عدن، وكوسيلة لتشديد المعركة الاقتصادية بتوافق مع إقدامهم على تفجير موانئ تصدير النفط.

إن حل أي مشكلة في السياق العام لتهيئة المناخ من أجل السلام يجب أن لا تتحول إلى وسيلة بيد الحوثيين لاستخدامها في معاركها التي لن تتوقف إلا بترشيد الحلول برؤية متوازنة. 

قد يقول البعض إن المشكلة أكبر من هذه الجزئية التي تتكلم عنها، أقول نعم هي أكبر، ولكن الحقيقة هي أن الحوثي لم يكبر، ولم تكبر معه وبه المشكلة إلا لأنه كان المستفيد الأعظم من هذه الجزئيات التي استصغرناها غير مبالين بحقيقة أن "معظم النار من مستصغر الشرر".

*   *   *

بين ضجيج جماعة الحوثي المستمر عن الانتصار، وحديث المجتمع عن فشلها الذريع في ادارة المناطق التي تسيطر عليها يكمن السر وراء تمسك هذه الجماعة بهذا الوضع الذي يبقي البلد رهينة للسلاح وفي وضع استعداد للحرب في أي لحظة. 

والحقيقة هي أن هذه الجماعة لا انتصرت في حرب، ولا سَلِم المجتمع من سوء إدارتها، وقبح ما تحدثه من تغيير في هوية المجتمع وثقافته وطريقة حياته. 

ومن حسن طالع اليمن أن هذه الجماعة لم تعد قادرة على أن تصغي لكل محاولة لمكيجة وجهها المشوه، مثل مطالبتها بدفع الرواتب أو غيره من الاصلاحات.

كل ما في المسألة هي أنها وجدت في حالة اللا حرب واللا سلم فرصة للمناورة في ظل جهد يمني واقليمي ودولي جَنّد كل الامكانيات من أجل السلام دون أن يُجَنّد السلام ويسلحه بما يجعل منه سلاماً جديراً بالاحترام عنده الجماعة.

*  جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك