مُسَرْنَم بن نبهان

مُسَرْنَم بن نبهان

القطار اليمني الطائر (YFT) الأسرع في العالم يدخل الخدمة عبر المسار الساحلي من "ميدي" إلى "نشطون"

Thursday 25 January 2024 الساعة 04:37 pm

أطلقت شركة السكك الحديدية اليمنية، صباح أمس، الرحلة التجريبية الأولى للقطار فائق السرعة (القطار اليمني الطائر)Yemeni Flying Train  (YFT) عبر المسار الساحلي البالغ طوله أكثر من ألفي كيلومتر، انطلاقاً من محطة مدينة "ميدي" المركزية في مقاطعة "حجّة" على البحر الأحمر أقصى شمال غرب اليمن، وحتى محطة "نشطون" المركزية في ولاية "المهرة" الحدودية مع سلطنة عمان.

وتبلغ سرعة هذا القطار فائق السرعة حوالي 650 كيلومتراً في الساعة، ويُعتبَر حتى الآن القطار الأسرع في العالم، ويعمل بطريقة فريدة ومبتكرة وصديقة للبيئة، تمزج بين تقنية الرفع المغناطيسي (Maglev) التي تستغني عن العجلات الفولاذية الملامِسة للقضبان الحديدية، وتقنية ما يُعرَف بــ(الهايبرلوب Hyperloop) ولكن من خلال مسار في قالب شبه اسطواني مكشوف من السطح والحواف العُلوية فقط، وليس اسطوانياً أنبوبياً بالكامل، وذلك على طول المسار الساحلي.

وكان خبراء معهد تطوير تكنولوجيا النقل المتكامل، التابع لمؤسسة النقل البري والبحري والجوي الفيدرالية اليمنية، الذي أشرف على أبحاث إنتاج وتطوير القطار اليمني الطائر Yemeni Flying Train، قد نشروا في 2019 دراسة على موقع المعهد على الانترنت، وفيها شكَّكوا في احتمالية نجاح المشروع الذي تُطوِّره الشركة الأجنبية "Hyperloop One" عبر بناء خطوط مغطاة بالكامل بالأنابيب لنقل الركاب والبضائع من مدينة إلى أخرى بسرعات تشبه سرعة الطائرات. 

وقال الخبراء اليمنيون يومها في الدراسة إنه وفقاً لتحليلهم لنموذج مسار الاختبار الذي قامت شركة "هايبرلوب وان" ببنائه بالقرب من مدينة لاس فيغاس الأمريكية، فإن تقنية الخطوط المغطاة بالكامل بالأنابيب لا تزال غير عملية ومُكلفة، وفوق ذلك خَطِرة وغير آمنة، واقترحوا بدلاً من ذلك المزج بين تقنية الخطوط نصف الأنابيبية وتقنية الرفع المغناطيسي، للوصول إلى مُعدّل نَقْل بسرعة تفُوق قطارات الرفع المغناطيسي، وتظل هي الأقرب إلى سرعة الطائرات (أي ما يُعادِل أقل من سرعة الطائرة بثلث فقط).

وأواخر ديسمبر أكَّدت وكالة "بلومبرغ" صحّة شكوك الخبراء اليمنيين هذه، موضحةً أن شركة "هايبرلوب وان" التي تأسَّست في 2014 أغلقت نتيجة الفشل في إعادة اختراع النقل، وقامت بتسريح موظفيها، وأنها بصدد بيع أصولها المتبقية، بما في ذلك مسار الاختبار والآلات.

وتولَّت شركة "البدر الخاطف لصناعة قطارات المستقبل"، المملوكة مناصفةً بين مؤسسة النقل الفيدرالية اليمنية وتكتُّل من رجال الأعمال المحليين، في معاملها الرئيسية بالمناطق الصناعية في مينائي "الصليف" و"قنا"، بناء مسار القطار نصف الأنابيبي ونَقْله وتركيبه، وكذلك صناعة القطار اليمني الطائر (YFT) مزدوج التقنية ووَضْعه على مسار محطة القطارات المركزية في مدينة "ميدي".

ويبلغ طول القطار قرابة 1600 متر، ويضم أكثر من 120 مقطورة، منها ما هو مخصص للركاب ومنها ما هو مخصص للبضائع. وينطلق من "ميدي" إلى "نشطون" في رحلة الذهاب، والعكس في رحلة الإياب، ويتوقَّف بين المحطتين في عدة محطات هي "الحديدة" و"المخا" و"عدن" و"قنا" و"المكلا".

ويُعَد رَبْط مُدُن وموانئ الساحل اليمني الرئيسية على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي بقطار فائق السرعة من هذا النوع إضافة كبيرة ونوعية لمفهوم "النقل الذكي والسريع والتكاملي" الذي تعمل عليه الحكومة الفيدرالية وحكومات الأقاليم في جمهورية اليمن الاتحادية العظمى التي طوَّرت على مدى العقدين الماضيين أكبر وأوسع شبكة سكك حديدية وقطارات سريعة ومحلية بين مختلف المدن اليمنية، تضاهي مثيلاتها في الدول الكبرى عبر العالم.

وبحسب رئيس مؤسسة النقل الفيدرالية اليمنية، المهندس سابق سريع، فإنه من المتوقع بعد نجاح مشروع القطار اليمني الطائر بناء مسارات أخرى من نفس النوع تربط الداخل اليمني بالمحطات الرئيسية في مسار الساحل فائق السرعة. وأضاف المهندس سريع في لقاء مطوَّل مع وكالة "أجيت" إن صنعاء قد تذهب بعيداً في تفكيرها فتطرح مشروع مَدّ مسار القطار اليمني الطائر في مرحلة لاحقة إلى دول الجوار، كخطوة إضافية في نهج "التنمية التكاملية العابرة للحدود" الذي تتبنَّاه جمهورية اليمن الاتحادية العظمى.