خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

الضربات الأمريكية خيار ناقص يبقي خطر الحوثي

Monday 05 February 2024 الساعة 08:45 pm

لا جواب -حتى الآن على الأقل- عن سؤال هل سيخرج الحوثي أكثر قوة بعد مواجهات البحر الأحمر. 

جملة من المعطيات ترجح كفة أن المواجهات ما زالت في بداياتها ومفتوحة على مزيد من التداعيات العسكرية، وأن الضربات الأمريكية البريطانية آخذة في منحى تصاعدي، من خلال توسيع بنك الأهداف والانتقاء النوعي لها، واستدعاء قاذفات B1 من تكساس للمساهمة في إحكام الطوق، وإحداث أكبر قدر من الخسائر في الجسم العسكري الحوثي. 

ومع ذلك يبقى تصعيد هذه الجماعات لحرب داخلية منفذ فرار، ليس لجهة الصراع اليمني اليمني، بل العودة بالحرب إلى مربع المواجهة الحوثية السعودية، ووضع جميع المصالح السعودية الأمريكية في بلد الجوار، تحت مظلة الصواريخ الحوثية أو ما بقي منها، والضغط على الرياض لإقناع واشنطن ولندن بخفض التصعيد، كمقدمة لإيقاف عملية الإجهاز على القدرات التسليحية للحوثي، التي راكمها طوال سنوات الحرب. 

ليس من الواضح حجم التدمير ونسبته المئوية، إلا أنه ليس قليلاً، ما يدفع الحوثي إلى الرهان على أحد أمرين: على شراء الوقت وتعليق الأمل على نجاح مفاوضات باريس، حول صفقة تبادل الرهائن الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين، ووقف القتال في غزة، والخيار الآخر ممارسة الضغوط على الولايات المتحدة عبر استهداف مصالحها في السعودية، الخيار الأول يوفر للحوثي خروجاً آمناً من ورطة مواجهة العالم في البحر، حد الادعاء بشراكته للفلسطيني بالنصر وفك الحصار، وهذا له مكاسب داخله السياسي، والخيار الثاني يعتمد على الذهاب بالتوتر مع الرياض بعيداً نحو حافة الهاوية، وممارسة سياسة عض الأصابع، بانتظار أن تصرخ السعودية أولاً. 

تبقى الضربات الأمريكية، حتى وإن ذهبت في العمق، هي الخيار الناقص الذي يُبقي الخطر قائماً، مع وهم الاعتقاد بأنه خطر مدروس محدود الأثر وتحت السيطرة، فيما النجاعة تكمن في خلق إئتلاف داخلي، ودعم القوى المحلية لاستعادة المناطق وكسر الانقلاب، ومثل هكذا إئتلاف كي يتسم بالفعالية، يحتاج أولاً إلى ضمانات دولية إقليمية لشكل الدولة في مرحلة ما بعد الحوثي، وكفالة حقوق جميع الأطراف، وقبل كل شيء تجميد الصراعات السياسية البينية، وتصحيح اختلالات المؤسسة العسكرية الرسمية، بإعادة هيكلتها وتسليحها، للبدء مع سائر التشكيلات العسكرية في عملية مسك الأرض.

*من صفحة الكاتب على إكس