أحمد سيف حاشد

أحمد سيف حاشد

تابعنى على

يعيدوننا إلى واقع صادم ويمنون علينا بهذا الإحسان!

Tuesday 06 February 2024 الساعة 09:49 am

(1)

الحرب التي عشنا جحيمها سبع سنوات طوالاً، كانت يا أبي حربا مخيبة لآمالنا، ولمستقبل لطالما بحثنا عنه، ولم نجد من آمالنا غير نهايات مؤسفة، ومن المستقبل الذي رمناه لم نجد غير فاجعة وطن تمزق وتشظى، ووجدنا أنفسنا نرزح تحت استبداد أكيد، وظلام كثيف، وظلم أشد وطأة، وبما لا يقاس ولا يقارن مع ذلك الذي يوما شكوناه وثرنا عليه.

(2)

سبع سنوات من الحرب وما إن انتهت حتى جاءت هدن تلتها هدن، وحرب تلتها حروب، فيما شعبنا يموت جوعا وقهرا ولا من يفكر بغوثه، ولا خجل ولا حياء يلتفت إليه.. الوعود تلاشت سرابا، ولا نهاية لحال مزر، وقهر يشتد كلما مضينا دون أن نعلم إلى متى؟! وإلى أين ينتهي بنا المآل وسوء الحال!! كل يوم هم يحصدون وفراً وأرباحاً ومغانمَ، فيما شعبنا يحصد الموت جوعاً وقهراً وخسراناً.

(3)

ذهبت أعمارنا وذوت، وتلاشى ما بقي لنا فيها من أحلام وأمانٍ، وكان الحصاد المر بطعم الموت.. كانت نتائج الحرب فادحة، وكل الوعود التي صارعنا من أجلها الموت، انتهت إلى خيبات عريضة وقاتلة.

ما نعيشه اليوم أشد وأفدح من أمسنا، وقد بلغت خسارتنا أكثر من وطن لطالما دأبنا للوصول إليه، فوجدناهم يعيدوننا إلى واقع صادم يعيش عصبويات ما قبل الدولة، وأكثر منه يمنون علينا بهذا الإحسان، وهذه العودة الصارخة، والردة الماحقة.

(4)

ما صرنا إليه يكشف سوء الحال والمآل، وما نعيشه من تمزق وجوع وفقدان.. تنهداتنا وآهاتنا قاسمة، وقد باتت تكسر الروح وهي تقول: كانت لنا يمن.. كانت لنا دولة أو شبه دولة.. أما اليوم لا دولة لنا ولا وطن.. لا يمن ولا يمن.. والأسوأ من السوء كله، ما زال أمامنا أن ندفع أفدح مما دفعناه.

(5)

نحن الطيبون يا أبي نالت الحرب منا مقتلاً، وخلفت لنا ولأبنائنا جوعا مدقعا، وفقرا يتسع، ومستقبلا في حكم العدم.. معاناة ثقيلة لا نعرف نهاية لها.. يومنا بات أزرى وأوزر من أمسنا.. والأسوأ أننا لا نعلم إلى متى!!

ربح من الحرب أربابها وتجارها ووكلاؤها، فيما كالت علينا وبالها ومآسيها العراض.. الحرب التي كان فيها شعبنا محاطبها ووقودها، والحصاد المر لسبع عجاف.. وما زالت بعد السبع، سنوات أخرى أعجف منها تركض بعدنا، وتدرك اعقابنا ورقابنا، ولا تريد أن تضع أوزارها وويلاتها. وتمنع عنا فسحة أمل.

#الحرية_للقاضي_عبدالوهاب_قطران

#الحرية_للتربوي_الجليل_أبوزيد_الكميم_ورفاقه

من صفحة الكاتب على الفيسبوك*