محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الديماغوجية الحوثية.. من إغراق البوارج إلى فرط الصوتي

Sunday 30 June 2024 الساعة 06:17 pm

تستمر الجماعة الحوثية في استخدام الديماغوجية في سعيها إلى كسب الدعم الجماهيري عن طريق استغلال مشاعرهم وتحفيزهم من خلال الوعود الزائفة والتلاعب بالعواطف، وذلك من خلال الخطابات والتعبيرات العاطفية بشكل مكثف، ففي كل أسبوع يظهر الحوثي لأكثر من ساعة يسرد أفكار تناولتها وسائل إعلامه طيلة الأسبوع، يتخللها تضخيم وقائع مزيفة وادعاءات عن استهداف البوراج الحربية ومنها ما أعلن عنه من استهداف لحاملة الطائرات ايزنهاور، التي تمثل قاعدة عسكرية متكاملة مجهزة بأشد أنواع الأسلحة الدفاعية المتطورة.

وليس هو الوحيد الذي يخطب كل أسبوع، فالناطق العسكري يحي سريع، يستأثر بشكل شبه كامل على مواقع التواصل التابعة للجماعة، فلا تمر 48 ساعة على الأكثر إلا ويصدر بيانا يعدد إنجازات المليشيا في إغراق واستهداف البوارج الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، ولو نظرنا إلى العدد الضخم الذي أعلنت عنه هذه الجماعة من استهداف البوارج لوجدنا أننا أمام انهيار كامل للقوات البحري الأمريكية والبريطانية، لكن الحقيقة هي أن ما يستهدفه هو ما يتعلق بالسفن التجارية التي لا تستطيع حماية نفسها.

الحوثي لا يمتلك القدرة على تنفيذ هجمات عنيفة على البوارج الحربية في البحر الأحمر، وخاصة حاملات الطائرات، لا يمتلك بعد الإمكانيات الهجومية القادرة على اختراق أنظمة هذه الحاملات، وبالمثل لا يمتلك القدرة على إنتاج صواريخ فرط صوتية، كل ذلك بحاجة إلى سنوات من البحث العلمي والبينة التحتية القادرة على الإنتاج بشكل آمن، لكن من المرجح أنه يعمل على تطوير الصواريخ البالستية التي استولى عليها من مخازن الجيش اليمني، هذا التطوير بقدرات وعقول إيرانية متدربة جيداً في مجال الصواريخ.

ولأن المجتمع في الشمال واقع تحت التأثير المكثف لوسائل الإعلام الحوثية الموجهة لمخاطبة مشاعره وعواطفه، بدأ البعض تنطلي عليه مثل هذه القصص والأحداث الزائفة، وذلك لوجود ضعف في وسائل الإعلام الأخرى التي تفند وتفضح وتكشف الحقيقة، وعلى الرغم من ذلك فإن المجتمع ينظر إلى واقعه المعاش ويستنبط تلقائياً كمية الزيف في الادعاءات الوهمية لماكينة الإعلام الحوثية والخطابات المكثفة.

من يعجز عن تقديم الخدمات وصرف المستحقات، بل وينهب ويسلب الحقوق بكل جرأة ويدّعي أنه يقاتل من أجل الناس وكرامتهم، فلا يمكن أن يُصدق في أحداث بعيدة غير مرئية، وهو يكذب في أمور تلامس الناس وحياتهم مباشرة.