نبيل الصوفي

نبيل الصوفي

تابعنى على

المستحيل ليس خيارا..

Sunday 28 January 2018 الساعة 11:10 am

نبيل الصوفي خطف الحوثيون الشمال وانتهت الحكاية، لم يعلن الحوثي الانفصال إعلانا ولا طالب به، هو جاء من صعدة ليقرره حالا في صنعاء ويزيده قوة بالتحرك جنوبا خارج إطار جيش دولة الوحدة. وساعده الإصلاحيون وعيال هادي بشعار التحالف الحوثي العفاشي، والإصرار أن من حارب به الحوثي عدن ولحج وأبين والضالع هو جيش "صالح". ثم ساعدناهم نحن مؤتمر ومناصرون وحلفاء بضبابية موقفنا تجاه الجنوب، لنقل إننا تصرفنا بارتباك، لم نكن نمانع إن نجح الحوثي في فرض سيطرته على الجنوب، وثم اعتقدنا أنه يمكن للحوثي الانسحاب لصالح الجيش والأمن، مع أننا نعلم أنه لم يعد هناك جيش ولا أمن. وبعدها في الوقت الذي نؤكد إيماننا بالوحدة فرضا على الجنوب، بقينا ثلاث سنوات ندين المجتمع الجنوبي الذي تلقى العون من الأشقاء العرب لينقذ نفسه من مصيرنا الذي هربنا منه من عند علي محسن إلى عبدربه منصور إلى أصغر عفاشي هارب اليوم. الشماليون أنفسهم مشغولون بصراعات الحكم والسلطة، وغير مكترثين بالناس لا في الشمال ولا في الجنوب. ولهذا يتمكن الحوثي يوما بعد يوم شمالا، ونخب الشمال لاتزال عاجزة عن استيعاب أن الزمن تجاوز معطيات حرب ظ©ظ¤ وحتى وحدة ظ¢ظ¢ مايو، جنوبا. لم يعد أمام قوى الشمال إلا إما تسلم للحوثي وتترك شروطها التي أرهقت دولة الزعيم، سواء شروط الفساد أو شروط الجمهورية والديمقراطية، أو يبايعون عبدالملك ويسلمون له ما منعه عنه علي عبدالله صالح. واما التسليم للشارع الجنوبي وقيادات مقاومته الحقيقية لتقود حرب مواجهة الطاعون الحوثي بالسياسة أو بالحرب.. أما الخيار الثالث، وهو المقاومة الشعبية للحوثي شمالا، فإن الشارع في الشمال كافر بمراكز قواه، متشرط عليها، وبعد استشهاد علي عبدالله صالح فقد هذا الشارع آخر شخصياته التي كان يؤمن بها سياسيا ومستعد للاستجابة لها.. بقيتهم مجرد خيال مآته، تريد الشارع أن يحارب الحوثي فيما هي تبني لها الوجود الآمن لها ولعائلتها خارج حدود اليمن، بتمويل دولي وإقليمي. الشارع يقول إذا كان ولابد أن يقاتل عيالي بدلا عن الكبار إذا فقدو يقاتل مع عبدالملك الحوثي لكي لايسرق عبدالملك بيتي ومالي. ولا ذلك الذي يخرج مع أولاده للحياة في ماليزيا أو أبو ظبي أو الرياض أو القاهرة.. ثم يطالبني أنا أن أقاتل بدلا عنه حتى إذا انتصرت قام هو ليفاوض باسمي.. كل هذه التدافعات موج صغير في بحر اليمن، تسهل لمراكب الحوثي السير إلى حين تأتي العاصفة وتقتلعه مرضا عضالا وتقتلع بلادنا معه للأسف الشديد..