محمد سعيد الشرعبي

محمد سعيد الشرعبي

تابعنى على

نخبة النكبة

Wednesday 09 May 2018 الساعة 06:13 pm

يموت الأبرياء، ويشرد السكان، ويجوع الشعب في بلدنا منذ بدأت النكبة، ولا نعرف إلى أي هاوية يسير تجار الحروب والمآسي بالوطن المستباح.

يعيش شعب اليمن تحت وطأة زلزال النكبة، وقياداته مع أطراف خارجية تتاجر بالحرب، وتستثمر المآسي، وتفرط بالثوابت دون شعورهم بالعار.

يتكالب ضواري الداخل والخارج على البلد، ويتنمر المأجورون على المدنيين، وتبيع القيادات الأوهام لضحايا تأخر رحيلهم بنيران حروب الآخرين.

صناع القرار وأمراء الحرب مرتهنون للخارج والبلاد ساحة لحرب معلنة بين (شرعية وانقلاب) وأخرى خفية بين أطراف إقليمية ودولية، والشعب يدفع، والنخب تحصد.

لقد أظهرت الحرب الملعونة حقائق مغيبة ومنسية، وخلفت جماعات عنف ومليشيات دموية بلا قضية، وضاعفت الانقسامات السياسية وعمقت الانشقاقات المجتمعية.

أصبح الموت أقرب إلى الحياة، والانخراط في الحرب ملاذا إجباريا للأجيال، وجماعات اللادولة متحكمة بالواقع، وغدت المدن العامرة أوكارا آمنة للجريمة المنظمة.

كما وفرت الحرب فرصا للاتجار بالأوضاع الإنسانية لمنظمات محلية وأخرى دولية، وقبلهم، المؤسسات الأممية، وتحولت مآسي اليمن إلى أرقام مفجعة في قوائم المستغلين.

وبينت الحرب معادن الرجال وعرت صفوة الأحزاب والجماعات، وأسقطت التحديات المصيرية أقنعة النخب التافهة، وطفحت الأحداث بكتائب السفهاء على ضفتي الجحيم.

وكشفت الصراعات العدمية والاستقطابات العابرة للحدود كوارث الارتهان الرسمي والنخبوي للخارج، وبجاحة المدافعين عن مشاريع الموت والتخريب، ودناءة المأجورين.

أفرزت ثلاثة أعوام من الحرب ما يمكن وصفهم بـ"نخبة النكبة"، وهم خليط من نخب قديمة وجديدة تعيش في مستنقعات الحروب، وتتاجر بالصراعات، ومنهم أصحاب قرار وآخرون رجال كواليس.