سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

الإمارات كضمانة للشرعية جنوباً

Wednesday 09 May 2018 الساعة 08:22 pm

كل سلوكيات بن دغر في عدن والجنوب المحرر خلال السنتين الماضيتين كانت تهدف لشيء واحد هو تفجير صراع جديد، حرب جديدة بصيغة مناطقية أو جنوبية شمالية أو بصيغة السيادة التي يمثلها هو المحمي في معاشيق بقوات إماراتية.

ضخ يومي لتوتير الأجواء، معارك لرفع العلم، وتصريحات وتحركات شديدة الاستفزاز مقابل صفر خدمات وأطنان من الوعود التي بلغت حداً مستفزاً يتحدث عن قرب تنفيذ مشروع القطار العملاق وكيبل الانترنت الذي سيحول عدن إلى مقدمة الدول في خدمات الانترنت.

سيعيد افتتاح مقرات المؤتمر الشعبي.. سنعقد جلسة لمجلس النواب.. لن نخضع.. سنفعل ما نريد غير آبهين بأي حساسيات وتوازنات.

يأتي إلى المكلا فيشعلها بالتوتر، يذهب لسقطرى البعيدة والهادئة فيفعل ذات الأمر في سعي دؤوب لتفجير الموقف بأي ثمن.

يقول له العقلاء والحلفاء اهتم بالإدارة، بالخدمات، حصن خلفية جبهات تقاتل لإعادتكم لصنعاء واترك الحديث عن فرض الحلول السياسية لحين انتهاء الحرب يبحثها السياسيون ويتحاورون عليها..

يقولون له، اترك لكل محافظة هامشا إداريا وماليا، واترك أبناء كل محافظة يحمونها تحت مظلة واحدة هي التحالف العربي الذي يحميك في معاشيق.

يطالبونه بالابتعاد عن الاحتكاك بالجنوب والجنوبيين وقضيتهم وترك الأمر للمظلة العربية تمنح الجنوبيين ضمانات بعدم إقصائهم وتمكينهم من مناطقهم ليكونوا مساهمين في الجهد العربي العام لتأمين المنطقة بكل سكانها، وهو يدرك تماماً مخاطر تهميش وإقصاء الطرف الجنوبي وفرض مشروع عليه لم يكن طرفا في إيجاده.

يدرك تماماً أن فعلا كهذا سيجعل الجنوب بعيدا عن جهد التحالف العسكري والأمني، وسيفتح ثغرة يستفيد منها المشروع الفوضوي في المنطقة.

لكن الرجل ذا التاريخ الصدامي والدموي يمضي في مهمة تخريب كل الجهد وتحويل الجنوب مرة أخرى لفراغ أمني وعسكري ويستخدم ملف الخدمات كوسيلة لإسقاط أي بارقة أمل تضمن استقرار المناطق التي تحررت وشكلت النجاح العسكري الوحيد للتحالف.

لم يقم بأي جهد في إصلاح إداري ومالي في المناطق المحررة، بل أصر على استعادة كل تراث الحكم المركزي الفاسد واعتبر استعادة المركزية المؤقتة بفسادها وفشلها من عدن مسألة حياة أو موت.

اليوم لم يعد في الوقت متسع ولا خيارات كثيرة.. إما إصلاح جذري لمسار الشرعية وعلاقتها بدول التحالف 
وإما خروج الإمارات من التحالف وترك الشرعية تواجه مصيرها مع الرافضين لها والذين تقيدهم حسابات الإمارات ضمن تحالف دعم شرعية موالية لآخرين يتعهدون ليل نهار بتدمير السعودية والمنطقة وإسقاط دولها..