محمد عايش

محمد عايش

تابعنى على

خطاب صالح يثبت كذب الحوثيين

Saturday 16 June 2018 الساعة 09:31 am

الكلمة الأخيرة لعلي عبد الله صالح، قبيل استشهاده، كما بثتها قناة "اليمن اليوم" الليلة؛ تُثبتُ المُثبت من كذب الحوثيين ودجلهم وانعدام أي أخلاق لديهم..

أولاً: لقد قُتِل الرجل داخل بيته، وهي الحقيقة التي يصر الحوثيون على إنكارها، ويبذلون كل جهد لعكسها، بادعاء أنه قتل هارباً.. ومتجهاً إلى مناطق "التحالف" و"الشرعية"..

لقد حاولتُ، شخصياً، نصح أعلى مستويات القيادة الحوثية في نفس يوم مقتل صالح، بأن لا يكونوا قتلة وكذابين أيضاً؛ نصحتهم بإعلان الطريقة التي قتلوا بها صالح وعدم الإساءة إليه بعد مماته مادام قد انتصروا عليه.. حفاظاً، أقلها، على أخلاق الانتصار، وتوفيراً للقيل والقال.
ولكنهم تجاهلوا النصح وأصروا إلا أن يكونوا كاذبين.

ثانياً: ظل صالح حتى آخر نَفَس له، وكما يظهر في الخطاب، يسمي العدوان "عدواناً"، رغم أنه يعرف أنه يلقي ذلك الخطاب باعتباره "وصيةً" لا باعتباره مجرد مزايدات..

لقد أجهد الحوثيون أنفسهم كثيراً، في سبيل إثبات أنهم إنما قتلوا حليفهم بسبب التحاقه بـ"العدوان".. وظلوا يقدمون الأدلة الركيكة تلو الأدلة الركيكة التي تحاول إثبات هذا الإدعاء دون أن يقنعوا أحداً، باستثناء المغرر بهم الجاهزين لتصديقهم دائما حتى وهم يقولون لهم إنهم ممثلو الله في أرضه، وشعبه المختار، وسلالته النقية.

قال صالح في نهاية خطابه "وداعاً" ليعلن بذلك لشعبه أن نهايته باتت على الباب، وقبلها أبلغ شعبه أنه سيموت في بيته..
وكان ذلك قراراً نهائياً..
ارتدى الرجل بزته.. ووضع بطاقته الشخصية في جيب قميصه.. وسجل آخر كلمة له.. وغادر الحياة.

بغض النظر عن كل مبررات الحوثيين لمعركتهم مع صالح.. هناك حقيقة واحدة أكثر جلاء من عين الشمس هي أنهم كذابون أفاكون.. لا يخجلون من الكذب ولا يترددون عن اقتراف خطيئته..
وحتى لو كانوا على صواب في قتلهم لصالح، في أسوأ الفرضيات، فبماذا نصفهم بعد كذبهم بشأن ظروف مقتله..؟!!!
ومن يكذب عليك مرة.. سيكذب عليك مليون مرة.

فكيف نثق بالكذابين؟

شخصيا؛ لم أنفض يدي من الحوثيين إلا حينما رأيتهم يكذبون في أكثر من واقعة.

الأخلاق رأس مال، وإذا انهارت فلا سبيل إلى ترميم شيء بعدها أبدا.

* من صفحة الكاتب علی الفيس بوك