محمد عزان

محمد عزان

تابعنى على

الدين السياسي

Thursday 02 August 2018 الساعة 08:33 pm

قواسم مشتركة تجمع الحركات المسلحة التي تستخدم الدين السياسي لفرض وجودها وتعميم خصوصيتها، منها:

❶ دعوى التفرّد بالحق.. العُقدة التي تُحقق لها غَرَضين: أحدهما حَشر الأتباع في حظائرها بحجة أنها وحدها من يمتلك سبيل الخلاص. وثانيهما: جعل الأتباع يستمتعون بالفتك بمخالفيهم قمعاً وتشريداً وإبادة، بذريعة أنهم أعداء الله وخصوم الحق.

❷ تقديم زعمائهم كأصنام بشريّة، ينسجون حولهم هالة من القداسة ويَدَّعون لهم غرائب القدرات والخصوصية، لكي ينقاد لهم الأتباع ببلاهة، فلا يَسألون لماذا؟ ولا كيف؟ ولا على ما؟ بل يتفاخرون بأنهم في سبيل طاعة كبرائهم يَقتلون ويُقتلون!

❸ مُصَادرة المرجعيات الكبرى مثل كتب الرسالات وأنبيائها وقوانين المجتمع، والالتفاف عليها بدعوى أن فهمها - بالطريقة الصحيحة – أمر خاص بهم فهم ورثة الكتاب وأصحاب الاختصاص، فينطقون عنه بما يريدون، ويقدمونه كما يشاؤون.

❹ استغلال ما يقع تحت أيديهم من مقدرات الأمة لتدجين المجتمع، بالترويج للخرافات وبث الإشاعات والتهويل بكل ما يَضَع المجتمع تحت طائلة الذّهول، مع صرامة في إرهاب من يشك فيما يقولون، ولا يتلقاه كمسلمات غير قابلة للمراجعة وإعادة النظر.

❺ صرف أنظار الناس عن العيش السعيد والحياة المستقرة بوعود لا يملكون تحقيقها لأنفسهم، لا عاجلاً ولا آجلاً، ولا يظهر في مشاريعهم بارقة أمل، سوى التمكين للمزيد من السقوط في هاوية الحاضر والمستقبل.

❻ لا يعتذرون للشقاء الذي يسوقون المجتمع إليه، ولا يكتفون بتبريره؛ بل يعتبرون انهيار حياة الناس وما يجتاحها من القتل والخوف والتشرد والفقر والبؤس والجهل والتخلف نوعاً من أنواع البطولة والتميز، ونعمة تستوجب الشكر عليها طلباً للمزيد.

حقاً حقاً.. إنها مأساة أمة، وفتنة تفتك بالمجتمع.. ليست الحروب سوى واحدة من مظاهرها!!