محمد عزان

محمد عزان

تابعنى على

خرافات تقدس صنميّة البشر وثقافة الموت

Friday 04 January 2019 الساعة 06:40 pm

بات من الضرورة تشكيل تيار سياسي يمني واسع الأفق، مستنير الرؤية، عابرٍ لشتى العصبيات.. تنضوي تحت لوائه مختلف القوى الوطنية لتحفظ للبلاد مكانتها وتعيد الأمل لأبنائها.

فالمستقبل مستقبل مشاريع الحياة والوعي والاتزان، أما ثقافة الموت فازدهار المقابر والتفاخر بعدد القتلى هو أقصى ما تتطلع إليه!

وفي نظري أهم انتفاضة يحتاجها الشعب اليمني اليوم، هي انتفاضة الكُتّاب والمثقفين ووسائل الإعلام ضد التّدجِين وخرافات تقديس الكُبَراء والأولياء -التي دمرت العقل اليمني منذ عقود-.

فلولا تلك الخرافات لما سقط بعض أهلنا في هاوية ثقافة الموت يجرجرهم الحمقى والعابثون حتى باتوا يُمَجِّدون الخراب والتّخلف، ولَكُنا في مصاف الشعوب التي تبني وتُصَنّع وتعيش السعادة والاستقرار، ولما شهدت بلادنا هذه الحرب العبثية، التي انطلقت باسم الله، وها هي تنتهي بقليل من السلطة وأموال السُّحت!

أصنام الحجارة التي اتخذها الناس من قبلُ، كانت أقل خطراً من الأصنام البشرية الموقّرة في الوقت الراهن.

فأصنام الأمس كانت صامتة، يُعبّر عنها الكهنة بالدَّجَل والتّدجين، أما أصنام اليوم فهي بنفسها تدْجل وتجّن؛ بل وتسخر أموال الشعوب وأبواق الإعلام لتقديسها، والدفع بقطعان الأتباع للموت في سبيلها، وإذا قال لهم قائل: {أُفٍّ لكُم وَلِمَا تَعبُدُونَ مِن دُون اللَّه أَفَلَا تَعقِلُون؟ قَالُـــوا: حَرِّقوهُ وَانصُروا آلِهَتَكُم إِن كُنتُم فَاعِلِين}!!

وهكذا.. لا شيء سوى حرائق الفتن والدمار، يشعلون بها الأوطان؛ لفرض أصنامهم على حياة الشعوب ومستقبل الأجيال.

صحيح أن تحطيم الأصنام مظهر من مظاهر العُنف، ولكنه ليس مقصوداً في ذاته، وإنما تفرضه الحاجة؛ لأن الصنميّة توحي للناس بأنها تتمتع بقُدسيّة خاصة، حتى إن بعض بلهائنا يعتقدون أنها امتداد لقوة خارقة.

فإذا تحطّمت.. تحطم معها الدَّجَل والتَّخاريف، وانكشف للناس أنها لا تقدر على حماية نفسها، فكيف تكون ملاذاً لغيرها؟!

* جمعها (نيوزيمن) من بوستات للكاتب علی صفحته في (الفيس بوك)