محمد عزان

محمد عزان

تابعنى على

ليس «سبيل الله» بل سبيل "سماسرة الموت"!

Sunday 20 January 2019 الساعة 09:38 am

"سبيل الله" مصطلح ديني تكرر في القرآن كثيراً وهو يعني: الطريق التي أمر الله رسلَه بالإرشاد إليها لتسيير شؤون الناس.

وتتمثل في منظومة القيم الكبرى التي بنيت عليها فطرة البشر، وجاء جميع الأنبياء برسالات تُقرُّها وتصُونها.

فالقرآن حينما يتحدث عن «الإنفاق في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله، والهجرة في سبيل الله، والقتال في سبيل الله»؛ فإنه يتحدث عن فعل ذلك لتحقيق القيم الكبرى التي تَخَلّقت فطرة الإنسان في ضوئها، وأوصت بها جميع رسالات السماء، وتقبلها العقلُ الجمعي للمخاطبين بها.

فليس من «سبيل الله» العمل باختيارات المذاهب الدينية ولا الاتجاهات السياسية وفرض خصوصياتها على حياة الشعوب، وإن زَعَم أتباع كل تيار أنهم في سبيل الله؛ لأنهم في الواقع إنما يختارون ما يناسب مع مستوى تفكيرهم واستيعابهم، وذلك (حَـقٌّ) بالنسبة إليهم، ولكنه ليس «سبيل الله»؛ بل سبيلهم هم.

ونحن بهذا ننبه ضحايا الدَّجل والتضليل، بأن سماسرة الموت إنما يتاجرون بأرواحهم وأوطانهم ومستقبل أجيالهم في «سبيلهم هم»، وليس لسبيل الله أو الدفاع عن الأوطان والأعراض علاقة بما يفعلون؛ لأنهم هم ممن يَقْتُل المواطنين وينتهك كرامتهم، ويدّمر الوطن ويرْهَنه لمن سيُبْقي على نُفوذه ويحمي مصالحه!

لقد آن للعقلاء وذوي البصائر من رجال الدين والكتّاب والمثقفين والإعلاميين والتربويين، أن يرفعوا الإصْر عن «سبيل الله»، ويتصدوا لتضليل الناس وحشرهم في مهالك الفناء وتدمير الأوطان باسم الله.

* من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)