عصام السفياني

عصام السفياني

تابعنى على

محافظ تعز.. مُحصّل مالي على شباك الشرعية

Sunday 24 February 2019 الساعة 08:13 am

خلال لقاء محافظ تعز الجديد ورئيس الوزراء، حصل نبيل شمسان على توجيه من رئيس الحكومة بصرف مرتبات كل الوحدات الإدارية والمؤسسات في تعز أسوة بالمناطق المحررة.

ثلاث سنوات وثلاثة محافظين ورئيسا حكومة.. ومرتبات محافظة تعز ما زالت البند رقم 1 الذي يصفع أي محافظ يتم تعيينه لتعز، وبكثير من الأداء الفاشل والاستهداف غالباً تتعامل مالية الشرعية مع ملف مرتبات تعز، حيث يغرق كل محافظ يصل شارع جمال في دوامة إجراءات ثقيلة وتعقيدات تسرق أكثر من نصف جهده.

وسبق أن اعتصم المعمري تحت نوافذ البنك المركزي بعدن وأرهق أمين محمود وهو يتواصل مع مالية عدن ومسؤولي الحكومة.. وأخيراً وجد نبيل شمسان نفسه في مواجهة ذات الملف.

صرفت الشرعية كم راتباً للمعلمين في عهد المعمري، ونجح محمود في البداية باستخراج كل رواتب موظفي تعز تقريباً، غير أنه حين وجهت الحكومة بمنح الموظفين زيادة بنسبة 30 % على المرتب عادت المرتبات إلى المربع الأول، وتوقفت تعزيزات بعض الجهات، حيث مضى 4 أشهر على بعض الموظفين دون راتب أو زيادة.

توجيه بالزيادة يتسبب بإضاعة الراتب.. هذا لا يحصل إلا في حكومة الشرعية.. وتطلب المالية معاملات جديدة من الجهات بشكل انفرادي، بينما يفترض أن تتولى الخدمة المدنية والمالية إتمام المتطلبات دون الحاجة إلى توقيف صرف المرتبات أو المطالبة بالعودة مجدداً إلى بداية الإجراءات.

توجيهات بالجملة من الرئيس ونائبه وابن دغر والآن الدكتور معين.. كلها تشحت من المالية والبنك المركزي صرف رواتب موظفي محافظة تعز.. وثلاثة محافظون يتسولون أمام مكتب نائب وزير المالية تنفيذ التوجيهات..

حال موظفي تعز لا يختلف عن جنود الجيش الوطني في مأرب الذين تحول الراتب بالنسبة لهم كهلال شهر رمضان يظهر في العام مرتين أو ثلاث.. مع العلم أن هناك جنوداً في مأرب لم يتسلموا مرتبات شهر 6 من العام الفائت.

أيام المحافظ أمين محمود، تعد ذهبية بالنسبة لبعض موظفي تعز، حيث كان يصلهم راتب كل 50 يوماً.. ويكفي متابعة صفحة مدير عام الإعلام بتعز نجيب قحطان وهو يبشر الموظفين بقرب الانفراج، وبعد ذلك بدعوتهم للتوجه إلى مصرف الكريمي والانتظار في طوابير طويلة لتسلم مرتب زهيد لا يكفي إيجار مسكن.

تتعامل الشرعية مع الراتب وكأنه مكرمة منها حين ترسله إلى موظفي تعز، وتحضر المناكفات السياسية في أروقة المالية بعدن بشكل مقزز، بينما يفترض بالمالية أن تعمل بعيداً عن سفالة المتناكفين على أوجاع الناس.

سيغرق نبيل شمسان في دوامة البحث عن المرتبات والاعتمادات التشغيلية للمؤسسات والإدارات إن هو تجاوز بالسكوت إملاءات قادة الجيش والأحزاب، وسيذهب إلى عدن كثيراً ليتسول موافقات صرف ما يراه مستحقا لتعز ومرافقها، وربما يغادر تعز بصدور قرار بتعيين محافظ جديد بعد عام أو عامين وما زالت توجيهات الرئيس والحكومة في أدراج المالية.

أشفق كثيراً على نبيل شمسان لأنه تربى على إجراءات، وإن كان فيها فساد أو محسوبيات من الأكبر منه، لكنها كانت تتم بعيداً عن عصيد أداء حكومة ومسؤولي المالية في العهد الحالي.

انتهى عهد المعمري، وهو مخزن معتصم في ظل جدار البنك المركزي، والأسبوع الماضي كان شمسان يطوف مكاتب وزارة المالية باحثاً عن تنفيذ توجيه جديد من رئيس الحكومة بصرف مرتبات جميع موظفي تعز.. المحافظ القادم، أيضاً، بعد شمسان سيحصل على توجيه جديد بصرف مرتبات موظفي تعز..