عامر السعيدي

عامر السعيدي

تابعنى على

حجور.. ما بين خذلان الشرعية وعدوان واستنفار الحوثي

Sunday 24 February 2019 الساعة 09:11 pm

الحوثي أمهل جماعته 48 ساعة لحسم معركة حجور، والشرعية أوقفت كل الجبهات مع بداية معركة حجور.

الحوثي فتح أربع جبهات وحاصر أبناء حجور في كشر، والشرعية تقف على مسافة نظرة في حرض ولم تهزها أصوات القصف وصراخ الاستغاثة ومواكب النازحين.

الحوثي يتحرك بالصف الأول من قياداته في كل المديريات المحيطة بحجور، يضخ الملايين، ويشتري الولاءات، ويحشد المقاتلين، والشرعية نائمة على بطنها تتجشأ الخذلان، وتتوسد الصمت، وتغلق سمعها وأبوابها أمام أصوات اليمنيين الذين ينظرون لهذه المعركة كأمل أخير للخلاص.

الحوثي يدرك أهمية معركة حجور ويفعل كل شيء من أجل حسمها، ولا تدرك الشرعية أهمية أو تعي خطورة هذه المعركة وانعكاساتها على القبيلة اليمنية وعلى مسار الحرب عموماً.

باختصار.. الحوثي يستنفر قوته وقواته، والشرعية بالكاد تتابع الأخبار وتغرد على الفيسبوك وتويتر.

قوة الحوثي في غبائكم، قوته في فشلكم، قوته في اللامبالاة التي تتعاملون بها مع الأحداث.. ما أسعد الحوثي بكم أيها الحمقى.

حجور والأحزاب

الفرق بسيط جداً بين الأحزاب السياسة وجماعة الحوثي..
هم يصدرون بياناً وينامون، 
وهو يهاجم الأرض والإنسان ولا ينام..

هم يحاورون ويوقفون كل الجبهات،
وهو يناور ويتقدم بكل الجبهات..

حجور.. إنسانياً

- نزوح أكثر من 500 أسرة حسب بيانات محلية.
- تعطيل ما يقارب من 100 مدرسة في كشر وقارة وأفلح، بعضها تعرضت للقصف وأكثرها تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين وهو ما يعني أن 20 ألف طالب أو أكثر حرموا من إكمال تعليمهم.
- تعفن الجراح وموت الجرحى وغياب الرعاية الصحية عن سكان مديرية كشر التي ارتفعت فيها نسبة الكوليرا قبل الحرب والحصار بشكل لافت.
- منع الماء بعد سيطرة الحوثي على الأودية التي تمد السكان بالماء، مور شرقاً، وحيران وعاهم شمالاً، والعريض غرباً.

ختاماً: 
الجبهات متوقفة في كل اليمن، والحوثي حشد كل مقاتليه من الجبهات وعاد بهم إلى حجور، حشود في أفلح جنوباً، حشود في مستبا شمالاً، وحشود في المندلة شرقاً، يشتغل الحوثي بلا توقف، يحشد، يحرك الخلايا، ويهاجم بالقطيع دون مراعاة للخسائر.

في المقابل، شرعية نائمة، وجيش عظيم بلا قائد وطني يتحلى بالمسؤولية، وفي المنطقة الخامسة عشرات الآلاف يتلهفون لخوض المعركة وفك الحصار عن حجور، لكن قائد المنطقة يلهث خلف الدعم باسم حجور ويرفض خوض هذه المعركة باستماتة لأسباب مجهولة.

وعندما ننفعل تجاه قائد في الجيش يقف على بُعد نظرة من بيوتنا التي تُقصف وتحاصَر، وعندما نستنكر الصمت والتواطؤ، لا يعني أننا أعداء لهذا أو ذاك.

اللواء يحيى صلاح، أنت قائد منطقة عسكرية تمتد على كل محافظات تهامة، وموقعك يحتّم عليك أن تكون رجلاً وتخوض المعركة كأي قائد عظيم، لكن وبدلاً عن ذلك تستنفر المأجورين للسخرية من صراخنا فوق شماتة الحوثيين بنا وتشفيهم من جراحنا التي تنزف حتى الموت من بداية الحرب وهم يسخرون من هذه اللحظة، من ذلك قولهم بكرة ترجعوا تكتبوا حجور تستغيث حجور تموت أنقذوا حجور... إلخ..

أتفهم ردود طاقمك الإعلامي الذي يقوده أحد أبناء عمومة الحوثي، وهو بقدر ما يهدد ويتوعد من جوارك، بقدر ما يخدم أبناء عمومته ويحاول إسكات أي صوت يناشدك بالتحرك كقائد مسؤول يحترم مكانته وموقعه الوطني.

الأخ ناصر دعقين، وكيل محافظة حجة، وصديقي المحترم، هل جربت أن تتصل على أمك وصوتها يرتجف، هل تتفهم كيف يفقد الرجل أعصابه وحكمته وهو يشاهد الموت والنار والتشرد حول بنات ونساء قريته وما جاورها، هل أحسست بنا وبأهلنا وقدرت تشنجاتي ونشيجي قبل أن ترد عليك ردك الذي اعتبر ارتعاش الأصابع والأعماق غروراً ومقبرة للمواهب.

لا نعتب ولا نهتم لردود وسخرية الناس، لكن أن يأتي ذلك من المركز الإعلامي للجيش في المنطقة الخامسة ومن وكيل المحافظة التي تنتمي لها دماء حجور المهدورة، فذلك لا يثير العتب وحسب، بل يجرح الصميم.

أنا من أبناء القرية التي بين أنياب التماسيح، من حقي أن أتشنج وأخاصم وأبكي وأعاتب وأفقد أعصابي، وأنتم أبناء ذواتكم ومنصابكم ومن حقكم أن تردوا علينا بالطريقة التي تعتقدون أنها تحرس مناصبكم وتخرس معاتبيكم.

* جمعه (نيوزيمن) من بوستات للكاتب علی صفحته في (الفيس بوك)