سمير الصنعاني

سمير الصنعاني

عبيد إيران في اليمن

Tuesday 28 May 2019 الساعة 09:36 am

تصريحات مساعد قائد الجيش الإيراني حسن سيفي التي قال فيها إن ثقافة القوات المسلحة الإيرانية موجودة في اليمن ولبنان وفلسطين جاءت لتؤكد حقيقة سبق وأشار إليها الإيرانيون أكثر من مرة عن تبعية المليشيات التي تعمل كأذرع لإيران في بعض البلدان العربية وعلى رأسها مليشيا الحوثي في اليمن.

في المقابل يفتتح القيادي في المليشيا الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، محمد البخيتي صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بمقال طويل تحت عنوان (علاقة الشعب اليمني بالشعب الإيراني من منظور قرآني)، متحدثاً عن تصدر الشعبين، كما قال، للعدو الصهيوني في المنطقة، ومحاولاً تأصيل تبعية المليشيا الحوثية لإيران وفقاً لتفسيرات للآيات القرآنية بشكل لا علاقة له سوى بالتبعية والعمالة الحوثية لإيران.

على بعد أيام من هذا الغزل بين التابع والمتبوع كانت مليشيا الحوثي هاجمت مضخات نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية بطائرات مسيرة، في واحدة من أبرز الدلائل التي توضح الحقيقة الساطعة عن ارتباط مليشيا الحوثي وتبعيتها لإيران وعملها كذراع تستخدمه طهران متى شاءت لإرسال رسائل سياسية أو عسكرية لخصومها في المنطقة والعالم.

الهجوم الذي استهدف مضخات النفط السعودية من قبل مليشيا الحوثي والذي أعقب عمليات التخريب التي تعرضت لها سفن قرب ميناء الفجيرة الإماراتي جاء متزامناً مع تصاعد التوتر السياسي والعسكري بين الولايات المتحدة وإيران، وهو ما يعكس حقيقة أن هذه الأعمال إنما كانت رسائل إيرانية بعثتها طهران عبر أذرعها المنتشرة في بعض البلدان العربية ومنها اليمن، حيث تعمل مليشيا الحوثي كوكيل يقدم خدماته لطهران وقتما شاءت وعلى حساب دماء اليمنيين.

هذه الحقائق باتت تتداول على ألسنة البسطاء في المقايل وفي الأحاديث داخل وسائل النقل العامة، حيث يقول الناس إن مسارعة الحوثي إلى مهاجمة السعودية كلما اشتد الضغط على إيران يؤكد أن هذه المليشيات ليست سوى مجرد ذراع وأيدٍ تابعة وعميلة لإيران وتؤدي دورا وظيفيا مرسوما ومخططا لها مقابل ما تدفعه لها إيران من أموال، وبالتالي فالحوثيون ليسوا سوى مجرد عملاء يعملون بالأجر اليومي، حد قول معلق في أحد باصات صنعاء.

والحقيقة الأوضح أن مليشيات الحوثي وهي تعمل ذراعا لطهران تتخفى وراء أقنعة الوطنية والدفاع عن الوطن فيما تمارس كل يوم عمليات قتل بحق الناس واليمنيين وتزييفا لوعيهم ومحاولة لتكريس ثقافة طائفية عنصرية مقيتة تحاول من خلالها ترسيخ أفكار ومفاهيم كلها ذات ارتباط مذهبي وفكري وأيديولوجي بالثقافة والتوجهات الدينية والسياسية الإيرانية.

وللأسف الشديد فإن هذا المشروع الذي تنفذه أذرع إيران في اليمن يواجه بعملية استخفاف من قبل الأطراف المقاومة للمليشيا الحوثية وعلى رأسهم الشرعية وحكومتها التي لا ترى في الحوثي سوى مجرد انقلابي على سلطات الدولة فيما هو ليس فقط انقلابيا بل وقاتلا ومجرما ومشروعا عنصريا مذهبيا طائفيا وذراعا وعميلا لإيران ينفذ سياساتها ومخططاتها في المنطقة بأسلوب لا يقف عند العمل العسكري بل ويمتد ويتضح بشكل أوضح وأقوى في الجانب الفكري والثقافي الذي بات وسيلة للتحشيد للناس للقتال في صفوفهم تحت مسميات الجهاد في سبيل الله ومقاومة الصهاينة وأمريكا وغيرها من المصطلحات التي تغير في وعي وثقافة الشباب وربما الجيل القادم بأكمله في المناطق التي تسيطر عليها هذه المليشيات وتحولها إلى كانتونات مليئة بالعقول التابعة لإيران والمقتنعة بأنها ضمن محور المقاومة للشيطان الأكبر، كما تروج لذلك الثقافة والفكر والسياسية الإيرانية.

في ذات تصريح لأحد القادة الدينيين الإيرانيين وصف مليشيات الحوثي بشيعة الشوارع، في واحدة من مظاهر الرؤية الدونية التي ينظر بها قادة إيران لأتباعهم من العرب الذين يتشيعون من أجل المصالح المادية، ومع ذلك فشيعة الشوارع في اليمن (مليشيات الحوثي) يقدمون كل يوم دليلاً على أنهم ليسوا سوى شيعة شوارع بحق وحقيقة يؤدون دورهم كعبيد لإيران على أكمل وجه.