عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

يونيو.. نهاية خلافة الإخوان وخرافاتهم

Thursday 20 June 2019 الساعة 09:11 am

يجيد الإخوان التمسخر والتشفي والتدليس ضد كل القادة والزعماء الذين لا يعجبونهم، بينما يريدون فرض على الناس قداسة زعمائهم دون أي مبرر منطقي.

يرون أن الثورة تصفية واجتثاثا لرأس النظام السابق ومن استمر معه، ويتصرفون بوحشية باسم المبرر الثوري، ويتبنوا خطاباً أكثر انحطاطاً أخلاقياً، باهتامات ومزايدات لا حصر لها، وحين تكون الثورة ضدهم، ويتم حبس زعمائهم ومحاكمتهم قانونياً، يجعلون من قادتهم رموزاً للنضال الثوري والحقوقي، وأنبياء أطهاراً، وليس مجرد ساسة، وصراع سياسي، فضلاً عن تورطهم بجرائم جنائية.

مات مرسي أثناء محاكمته، وحادثة الموت موثقة والكل شاهد عليها، ومع هذا يحاول الإخوان اختلاق الأساطير بأن موته كان مدبراً، لأن مرسي ما زال الرئيس الشرعي، هكذا يقولون، بينما منطقياً، لو أراد السيسي تصفيته لكن ذلك بداية الأمر، أيام رابعة وما بعدها من مزايدات وتهريج، وليس بعد سنوات، وقد انتهت وذابت كل مزايدات الإخوان ومن ورائهم، بأن مرسي سيعود للرئاسة في غضون أسابيع وأيام قليلة.

في مصر افتضح الإخوان، ومن وراءهم، وانتهت أسطورتهم، وفشلت القوى الدولية التي صنعتهم واستخدمتهم ووقفت معهم.

زايدوا باسم الثورات وقالوا بأنهم من صنعوها، فابتلعتهم ثورة جارفة.

قالوا بأن الثورة تسقط الدستور والشرعية، ويتجاهلون بأن خروج المصريين في يونيو بثورة ضدهم كان أكبر خروج عرفته مصر بتاريخها، بل والعالم بتاريخخ الحديث والقديم.

ما زال الإخواني يجادل بأن الملايين التي خرجت في يونيو، كان وراءها أموال، بينما المئات في اليمن وسوريا وليبيا لم تكن تظاهراتهم بفلوس، لأن خبرتهم هي إخراج المظاهرات بالفلوس.

الفشل في إدارة الدولة وإرهاب الناس وتخويفهم أيام حكم مرسي لم يحصل أن حدث عبر تاريخ مصر، فلا تستغرب باستنفار المصريين، وخروجهم بتلك المشاهد المهولة، ليس خوفاً على دولتهم وحسب بل وعلى حياتهم، التي أصبحت بيد جماعة هددت توعدت مختلف فئات وشرائح المجتمع.

مصر الحضارة والتعدد بطبيعة تركيبتها وتاريخها، كانت عصية على سيطرة جماعة المرشد عليها، بضيق أفقها وتخلفها وعمالتها وإرهابها، فتحرك الشعب والجيش لاستعادة البلاد، في ملحمة يونيو الثورية الوطنية العظيمة.

حافظ شعب مصر وجيشها على دولتهم الوطنية، وانتزعوها من بين أنياب الذئاب، وناضلوا في مواجهة التحديات والتدخلات الغربية، بطرق ذكية، وكانوا وما زالوا عصيين على الاستسلام لمحاولات لي العنق.

بطبيعة الحال هنالك أخطاء وقصور، لكن تم إنقاذ البلد من الضياع والتشظي، كما هو الحال في اليمن وليبيا وسوريا.