عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

سياسة الإمارات ومزايدات الإخوان!

Tuesday 25 June 2019 الساعة 09:59 am

كل الحكومة والسياسيين الذين ذهبوا للرياض لمباركة القصف، من هادي الى بحاح الى جباري الى ابن دغر إلى ياسين نعمان حتى الارياني ايضاً لم يكن أحد منهم يملك رؤية وطنية للشراكة مع السعودية في هذه الحرب بل كانوا يعملون كأجندة تابعة لتصور السعودية القديمة التي جعلت من الاخوان محور أجندتها.

سيطرت الاخطاء على الاداء السعودي، وكاد خطاب الحرب يتحول من تحالف قومي يصنع رؤيه سياسية وعسكرية عربية مشتركة للدفاع عن الأمن القومي العربي الى مجرد حرب دينية وأحياناً حروب عدوانية عبثية.
توارت ونأت بنفسها وانسحبت بعض الدول العربية وبقت الإمارات تعمل برؤية متمايزة، وكادت تدخل مع السعودية في مواجهات صعبة، غير ان صعود الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد ومؤثراً بالقرار السعودي أحدث تقارباً كبيراً مع الرؤية الإماراتية.

ومن لم يستطيعوا التعايش مع اختلاف الرؤية السعودية الجديدة أصبحوا يواجهون السعودية بالتصعيد ضد الإمارات وإن كانت -أي الرؤية السعودية الجديدة- ما زالت نسبية ولم يصل تأثيرها الى مستويات عاليه فما زالت الرؤية والطريقة السابقة مؤثرة الى حد ما.

لا يمكن القول إن الامارات خالية من الأخطاء والقصور فاليمن بيئة سياسية اكثر تعقيداً وتشابكاً وحاولت الإمارات كثيراً مد جسور التقارب مع كل القوى اليمنية حتى الإخوان لكن تعثر الأمر بقدر الانقسام والتشتت الذي أصبح داخل الإخوان نفسه.

يظل الاخوان هم المؤثرين والمتزعمين للتصعيد ضد الإمارات يتبعهم أشخاص يشتغلون في فلك الاخوان بطريقة أو بأخرى ورغم الشعارات الوطنية المزايدة فإن الاخوان ومن معهم مستعدون الى تغييرها للعكس في لحظات فيما لو عملت الامارات على حماية مصالحهم الشخصية وتقديم لهم مصالح ومزايا جديدة على حساب اليمن نفسه.

خلاصة: التصعيد ضد الامارات رسالة للإمارات، ابق لنا مصالحنا ونفوذنا، فليس أحد قادرا على شيطنة دورك مهما كان نبيلا غيرنا، كما لا أحد يستطيع جعله مقدساً حتى ان كان سيئاً غيرنا.

الامارات ليست صالح ولا هادي ولاسلمان ولا ينطلي عليها مثل هذا الكلام فالاولوية عندها هو نجاحها في التحديات التي تصدت لها، وليست مستعدة للغرق في صراعات تجزئ الى مالانهاية.
عملت مع الاخوان فيما هو لخدمة اليمن والمعركة المشتركة وليس لتسليم اليمن لهم كما عمل الآخرون معهم وحصدوا الخيبات من صالح إلى سلمان.