د. حمود العودي

د. حمود العودي

تابعنى على

أجيبوا.. يا خفافيش الظلام

Thursday 18 July 2019 الساعة 10:27 am

ليس الخطأ في أن يكون لك مشروعاً.. بل قد يكون في طبيعة اختيارك له ووسيلة تحقيقه.

إذا علمت بأنه قد كان لهولاكو وجنكيز خان مشروع حكم الشرق الوسيط ومن أجله أحرقت بغداد ودمشق، وكان لهتلر مشروع أن يحكم ألمانيا والعالم، ولأمريكا مشروع مارشال لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

كما كان لستالين روسيا مشروع هزيمة النازية في نفس الحرب، وكان لغاندي مشروع تحرير الهند من الاستعمار البريطاني وتوحيدها بالطرق السلمية، ولعبدالناصر مشروعه التحرري لمصر والوطن العربي والعالم الثالث وكما هو اليوم مشروع إيران والإسلام السياسي لإقامة إمبراطورية فارسية أو خلافة إسلامية تحت قناع شيعي أو سني.

وإذا كان من السهل أن نقرأ في مشروع هولاكو وهتلر كل ما هو سلبي مدمر، مقابل ما هو إيجابي في مشاريع مارشال وغاندي وعبدالناصر، فماذا يمكنك أن تقرأ في مشروع خميني إيران وبغدادي الموصل غير وجهين لعملة واحدة شعارها أكذوبة المهدي المنتظر لدى الطرفين، وحقيقتها استعادة الامبراطورية الفارسية القديمة أو الخلافة الإسلامية المستبدة.

والاهم أن ليس الخطأ في تقديرنا في البحث عن خلافة هنا أو إمبراطورية هناك بقدر ما يكمن في اتباع الوسائل غير المشروعة وغير السوية لا في مجرد البحث عن ذلك باجترار الماضي المنتهي بدلاً من الحاضر والمستقبل فحسب بل وتجاوز ذلك إلى مستوى الجرم من أكاذيب شيطنة التسنن والتشيع السياسي الذي لم ينزل به الله من سلطان، واستباحة الدماء والأعراض والممتلكات وخراب الديار والأمصار بما لم يسبق له مثيل في تاريخ الأمة العربية والإسلامية.

فماذا يا هواة الخلافة هنا والإمبراطورية هناك، لو بحثتم عن مبتغاكم وما هو أفضل منه في لغة الحاضر والمستقبل بدلاً من أوهام وخرافات الماضي، وفي أفكار ونظريات اينشتاين وعلوم وتكنولوجيا ثورة المعلومات وهندسة الوراثة وتكنولوجيا النانو بدلاً من شيطنة التسنن والتشيع، وفي حقوق المواطنة المتساوية في زمن المواطن العالمي الإنسان بدلاً من قبح مواطنة القناديل والزنابيل وخزي الدواعش والروافض والنجوس والمجوس؟ فالا يكون لنا عند ذلك إمبراطورية كاليابان؟ أو خلافة أو ملكة في مملكة كبريطانيا؟
(أجيبوا يا خفافيش الظلام، فنحن في الألفية الثالثة وزمن الشبكة العنكبوتية).

* من صفحة الكاتب علی (الفيسبوك)